عدد جديد من «الإنساني»: المخزنجي يكتب عن «الحزن البيئي» في ملف عن تغير المناخ والنزاعات المسلحة، ومقالات تحليلية عن الحرب وقواعد القتال

قانون الحرب

عدد جديد من «الإنساني»: المخزنجي يكتب عن «الحزن البيئي» في ملف عن تغير المناخ والنزاعات المسلحة، ومقالات تحليلية عن الحرب وقواعد القتال

صور للدمار الهائل الذي لحق بغابات الأمازن في 26 آب/ أغسطس 2019. EPA-EFE/ Joédson Alves

من دول الساحل في الغرب الأفريقي، مرورًا بالصومال في الشرق، ووصولًا إلى أفغانستان في آسيا، يعاني السكان المدنيون من وطأة النزاع معطوفًا عليها صدمات تقلبات المناخ. واليوم أكثر من أي وقت مضى تنظر المنظمات الإنسانية إلى المعاناة المضاعفة للسكان المدنيين، المحاصرين في نزاعات مسلحة يطول أمدها، في ظل الآثار المنهكة والمدمرة لتغير المناخ التي تفاقم من حدة النزاعات التي قد تؤدي إلى تعطيل الوسائل التقليدية للبقاء على قيد الحياة

للحصول على نسخة إلكترونية من العدد انقر هنا 

في القريب العاجل ستتوفر نسخًا مطبوعة من المجلة، برجاء التواصل مع بعئة اللجنة الدولية في بلدك للحصول على نسخة من هذه العدد أو من اعداد المجلة السابقة. 

ملف العدد

في ملف العدد الجديد من «الإنساني»، الذي يحمل رقم 65، نحاول بحث العلاقة بين تغير المناخ والنزاعات المسلحة. فنقدم في مقال تعريفي الحقائق أساسية الأساسية عن التغير المناخي. ما هو التغير المناخي؟ وكيف حدث؟ وما هي خطورته؟ ما لدينا الآن من حقائق قاطعة هو أن «تغير المناخ هو حقيقة واقعة، وأن الأنشطة البشرية هي السبب الرئيس في ذلك»، حسبما أكد تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ في العام 2013.

في مقال آخر، تناولنا أبعاد العلاقة بين تغير المناخ والنزاعات المسلحة. والفكرة الأساسية هنا تكمن في أن التغير المناخي يثقل كاهل المدنيين الرازحين تحت نير الحروب، ذلك لأن النزاع المسلح يحد من قدراتهم على مواجهة التغيرات المناخية. ويُعزى هذا جزئيًّا إلى كون النزاعات، ولا سيما طويلة الأمد منها، تفرض على المجتمعات تحديات جمَّة، فهي تقوض البنية التحتية وتسبب أضرارًا جسيمة للمؤسسات ورأس المال الاجتماعي وسبل العيش، ما يجعل من عملية التكيف مع تغير المناخ أمرًا عسيرًا.

يقدم موسى عبد الحفيظ القنيدي، وهو أستاذ جامعي ليبي، قراءة في تغير المناخ من وجهة نظر القانون الدولي الإنساني. وهو يقول إن العديد من المبادئ القانونية والأعراف الإنسانية إلى جانب نصوص اتفاقية تضمنت حماية للبيئة الطبيعية من آثار العمليات العدائية أثناء النزاعات المسلحة، إلا أنه من الواضح عدم كفايتها لمنع الانتهاكات الجسيمة بها، خاصة في ظل التطور الهائل للوسائل والأساليب القتالية.

أما محمد المخزنجي، الأديب المصري البارز، فيكتب «بعين الطبيب النفسي الذي كانه» عن الآثار النفسية المدمرة لتغير المناخ عن «الحزن البيئي» بمعنى الآثار النفسية الضاغطة على الأفراد بفعل الدمار الذي يلحق بالحياة والأنظمة البيئية حولهم.

كما نفرد في هذا العدد قراءة لنموذجين من الدول المتأثرة بتغير المناخ. فيكتب زميلنا أسامة المخللاتي، وهو مسؤول البرنامج الزراعي في بعثة اللجنة الدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، عن التهديد المحدق بالثروة الزراعية في فلسطين بفعل تغيُّر المناخ واختلال النظام البيئي، إذ تتضافر عوامل مثل ارتفاع درجة الحرارة وزيادة معدلات الجفاف وانخفاض معدلات مياه الأمطار لتشكل تهديدًا صريحًا للإنتاج الزراعي في البلد المحتل، ما يجعل من توفير الغذاء تحديًا عسيرًا. 

الصحافية المتخصصة في قضايا البيئة داليا العقاد تلقي الضوء على الحالة المصرية، ومع أن مصر ليست من دول النزاع المسلح، لكن يقول خبراء بيئيون إنها من أكثر الدول التي تواجه تحدي التغير المناخي، فارتفاع منسوب مياه البحر الأبيض المتوسط يهدد بغرق أجزاء من الدلتا المصرية، مصدر الغذاء الرئيس في البلاد، علاوة على الضغوط التي يفرضها ارتفاع درجات الحرارة على المحاصيل وعلى الموارد المائية. 

من الميدان

لدينا في هذا العدد عدة شهادات ملهمة للقدرة على الفعل وتجاوز العقبات، في ظل أحلك الظروف. ذهبت سارا الزوقري، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى مخيم الهول في سورية من أجل تقديم يد العون إلى النازحين هناك،. وهناك حيث التقت نساءً وأطفالًا ورجالًا، استمعت إليهم وهم يروون بعضًا من تفاصيل التجارب القاسية التي مروا بها. 

سارة كولينز (إلى اليمين) تعتني بأحد المرضى بعد تصاعد أعمال العنف في غزة خلال عام 2018. المصدر: اللجنة الدولية/ ألونا سيننكو

زميلة أخرى هي سارة كولينز، وهي ممرضة أميركية، سبق لها العمل في بيئات قاسية طيلة 13 عامًا، لكن وضع الطوارئ الصحي الذي تعاملت معه في قطاع غزة كان استثنائيًّا بكل المقاييس. في هذا العدد ننشر شهادة عن تجربة سارة في تقديم الرعاية الصحية لمصابي أعمال العنف في المناطق الحدودية التي اندلعت منذ آذار/ مارس 2018. 

أب فقد طرفه في أحداث السياج الحدودي في غزة يسير مع ابنه على شاطئ البحر. تصوير: زينب عودة

إذا كانت سارة قد سردت علينا ما رأته من المصابين فور إصابتهم، فلزميلتنا سهير زقوت، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، قصص أخرى عن غزة التي تحاول فيها «لملمة بقايا الروح». تحكي سهير في مقال عن الأثر النفسي والاجتماعي الساحق لأعمال العنف في المناطق الحدودية، مع التركيز على أولئك الذي الذين فقدوا أطرافهم جراء العنف. واحد من هؤلاء المصابين هو عبد الله، راوده حلم أن يصبح صحافيًّا: «ولكن الإصابة جعلته يتجه لمنحى آخر، فهو يرغب الآن في دراسة البرمجة «لا تحتاج للحركة» كما قال. مازحه اختصاصي العلاج الطبيعي «ولكنك تتحرك الآن ويمكنك تحقيق حلمك»، لمعت عينا عبد الله وهو يفكر بحلم قابل للتحقيق بطرف اصطناعي.».

حلم عبد الله في غزة تحول قبل سنوات إلى حقيقة ملموسة في العراق. صارت زينب العقابي، 28 عامًا، نموذجًا ملهِمًا للملايين في المنطقة العربية. فبالرغم من الإصابة البالغة التي تعرضت لها، وأفقدتها إحدى ساقيها، فإنها تمكنت من مواصلة حياتها، وكافحت حتى نالت درجة جامعية في مجال الصيدلة. في تقريرنا المنشور في هذا العدد نرى زينب وهي ترويى حكايتها وتقدم نصائحها لزينب أخرى تعرضت لتجربة مشابهة.

تعاونت زميلاتنا ميرنا نعمان وصفاء مجدي وسلمى عودة، وهن مسؤولات قسم الإعلام الرقمي في «المركز الإقليمي للإعلام» التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر، مع المصورة الصحافية المصرية هبة خميس وأخرجن لنا قصة مصورة بعنوان «الست… بيت». في هذه القصة سألن نساء من بلاد ضربها النزاع المسلح عن شعورهن حيال تركهن لأوطانهن وبيوتهن. في هذها القصة محاولة لسماع أصوات هؤلاء النسوة، ومحاولة لمنحهن الفرصة كي يسردن قصة ما مررن به من معاناة. 

نصل عند هذه النقطة إلى اليمن، ولقاء مع زميلتنا ميريلا حديب التي أنهت مؤخرًا مهمتها في اليمن بوصفها الناطقة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر. تشرح ميريلا في الحوار الذي أجراه معها أحمد زكي عثمان الملامح الأساسية للأزمة الإنسانية الناتجة عن القتال الضاري، إذ قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص في حرب طاحنة، قوضت البنية التحتية، وأوقعت البلاد تحت موجتين من وباء الكوليرا، ودمرت الاقتصاد المحلي، فأنهكت السكان المدنيين الذين صارت الأغلبية الكاسحة منهم، 24 مليونًا، في حاجة ماسة للمساعدات.

في بابنا الثابت «يوم في حياة اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، وهي سلسلة حوارات مع العاملين في بعثات اللجنة الدولية حول العالم، نلتقي مع زميلنا أنور عباسي وهو سائق من فلسطين. يتحدث أنور في هذا الحوار الذي أجرته معه زميلتنا سهير زقوت عن ظروف عمله والمواقف الإنسانية التي يحملها في ذاكرته.

بلا رتوش 

تشاركنا زينب غصن، رئيسة تحرير المجلة، بنص جديد من ذاكرتها عن الحرب الأهلية في بلادها لبنان (1975-1990). خلال هذه الحرب تنقلت زينب بين عدة منازل هربًا من قذائف الموت، استقرت هذه البيوت في الذاكرة، هي «منازل برائحة الذكريات». في هذا العدد تحكي لنا عن نافذة نور اكتشفتها هلالخلال سنوات النزوح عن منزل مدمر بفعل الحرب، لم تكن نافذة النور هذه سوى مكتبة. 

الحرب وقواعد القتال

بعد سبعين عامًا على إقرار الدول لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، ما الذي تغير؟ وما هي التطورات التي طرأت على طبيعة وديناميات النزاعات المعاصرة، ومدلول ذلك من حيث احترام اتفاقيات جنيف وقواعد القانون الدولي الإنساني أو انتهاكها؟ يقدم رونالد أوفترينغر، وهو رئيس بعثة اللجنة الدولية في القاهرة، وصفًا للحالة التي دفعت الدول إلى إقرار هذه الاتفاقيات والتحديات التي رافقت تطبيقها على مدى السنوات السبعين الماضية من وجهة نظر العاملين في المجال الإنساني في اللجنة الدولية للصليب الأحمر والتي تعد حارسًا لهذا القانون، وسبل التصدي للتحديات الحالية أمام تطبيقه.

الدكتور احمد الداودي هو واحد من أبرز الخبراء في مجال قواعد القانون الدولي الإنساني في الإسلام، في هذا العدد ننشر له نصًّا تحليليًّا عن الأحكام والضوابط التي رسمتها الشريعة الإسلامية من أجل احترام كرامة الموتى، حتى لو كانوا من غير المسلمين. يحلل هذا المقال موقف الشريعة من قضايا ملحة في أوقات النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية كالدفن الجماعي والتمثيل بالجثث واستخراج رفات الموتى والتشريح. 

طيلة عقود انخرطت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حوار مباشر مع قادة المجتمعات المحلية في فلسطين، فحاورت علماء الدين ووجهاء المناطق وكبار العشائر، من أجل ضمان فهم أفضل لمهمة اللجنة الدولية في دعم السكان المدنيين. في هذا الحوار، زميلنا يوسف اليازجي، مسؤول ملف تواصل اللجنة الدولية مع الجهات الفاعلة في قطاع غزة، يلقىيلقي الضوء على طبيعة الحوار مع قادة المجتمعات.

مع أن الرجال هم الشخصيات الرئيسية على مسرح الحرب والمعارك، إلا أن النقاش في زمننا الحالي حول الذكورة وعلاقة الرجال بالعنف ما يزال محاطًا بالحذر والتحفظ، بل ومهمشًا إلى حدٍّ ما. في هذا المقال الذي ترجمناه من مدونة «القانون الإنساني والسياسات»، وهي مدونة مهمة معنية بنشر أحدث النقاشات حول النزاعات العسكرية والعمل الإنساني، محاولة لتحليل الأبعاد المختلفة التي تتناول العنف من منظور النوع الاجتماعي.

فهرس المحتويات

دروس من فنزويلا: الحفاظ على الحياد في أزمة إنسانية حادة

الملف: تغيُّر المناخ والنزاعات… مزيج ينبئ بانفجار وشيك

تغيُّر المناخ يفاقم من معاناة المدنيين في أوقات الحروب

حقائق أساسية عن التغير المناخي

حماية البيئة في أوقات النزاعات المسلحة ……….. موسى عبد الحفيظ القنيدي

هجرات أليمة إلى الداخل ………………………….. محمد المخزنجي

الفلاحون الفلسطينيون ضحايا لتغيرات مناخية وبيئية ….. أسامة المخللاتي

مصر تسابق الزمن لكبح مخاطر التغيرات المناخية ………………… داليا العقاد

في غزة: لم يكن أمامنا إلا أن نضع مرضانا على الأرض………….. سارة كولينز

أحلام تسير بأطراف اصطناعية ……………………… سهير زقوت

في الموصل: زينب تقابل زينب

الست… بيت…………………………… فوتوغرافيا: هبة خميس

رائحة الدم والتراب في مخيم الهول ………………………. سارا الزوقري

ميريلا حديب: النزاع في اليمن تجاهل كل قواعد قانون الحرب… حاورها: أحمد زكي عثمان

اتفاقيات جنيف في سبعين عامًا…………………………………….. رونالد أوفترينغر

حوار مستمر مع قادة المجتمع المحلي الفلسطيني ……………. يوسف اليازجي

التعامل مع الموتى من منظور الشريعة الإسلامية………………… أحمد الداودي

العنف من منظور النوع الاجتماعي …………………………………… جلبرت هوليفر

يوم في حياة اللجنة الدولية: أنور عباسي من فلسطين يتحدث عن عمله

عرض كتاب: جذور ضبط النفس في الحرب

بلا رتوش: اللجوء إلى مكتبة ……………………… زينب غصن

اطلع غيرك على هذا المقال

تعليقات

لا توجد تعليقات الآن.

اكتب تعليقا