خلال السنوات القليلة الماضية، صارت العراقية زينب العقابي، 28 عامًا، نموذجًا ملهِمًا للملايين في المنطقة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي. فبالرغم من الإصابة البالغة التي تعرضت لها، وأفقدتها إحدى ساقيها، فإنها تمكنت من مواصلة حياتها، وكافحت حتى نالت درجة جامعية في مجال الصيدلة.
أخذت زينب على عاتقها الدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في بلدها العراق من خلال صفحتها على فايسبوك «معاق وأفتخر» بعد أن فقدت ساقها نتيجة انفجار قنبلة من مخلفات الحرب. نقطة البداية في دفاعها كانت في أن تروي قصتها وأن تشارك تفاصيل العقبات التي واجهتها، وكيف تغلبت عليها. في لقاء نظمته اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق، التقت زينب العقابي في الموصل بـزينب محمود، وهي شابة عراقية بُترت ساقها أيضا نتيجة الحرب. في هذا اللقاء، روت زينب العقابي قصتها بلهجة عراقية محببة، وكيف كافحت وقاومت. لم تخفِ العقابي أنها شعرت بلحظات يأس في البداية، لكن هذا الشعور لم يدم طويلًا تقول:
«ما أنكر إنه جاتني فترة بحياتي كلش [كثير] انقهرت. أنا كنت محطمة. قولت أنا هسة أشوّفهم ]الآن أريهم[. كان كل هدفي أن أنجز. وما راح أتعارك مع اللي ما قدَّرني واللي كسرني واللي قلل من قيمتي.. أنا حسوي وحاجتهد وأنجز وأغير».
نهضت زينب وقررت المواجهة حتى إنها أزالت الجزء التجميلي عن طرفها الاصطناعي. قالت موجهة نصيحتها لزينب محمود:
«لازم تصير عندك أهداف ثانية، تكملي دراستك، تشتغلين، تسوي أشياء بحياتك لنفسك لا للمجتمع ولا الناس». ثم سألت زينب العقابي: “شنو إن شاء الله المستقبل، تريدين تسويه لنفسك؟” فأجابت زينب محمود من دون تردد: “أريد أمشي، إن الواحد ما يعتمد على حد.”
وعدت زينب محمود صديقتها الجديدة انها سوف تتدرب كل يوم على المشي. سارت الفتاتان معًا، مع حوار مستمر تقدم فيه زينب العقابي نصائحها حول المشي ومواجهة الحياة. «إن شاء الله بالمستقبل تصيرين تمشين أحسن مني وأسرع مني وانتي اللي تصيرين تقودين إيدي. فخورة بيك من كل قلبي».
نُشر هذا الموضوع في العدد 65 من مجلة «الإنساني» الصادر في ربيع وصيف 2019، للاطلاع على محتويات العدد انقر هنا ولتصفح العدد إلكترونيا انقر هنا
اقرأ أيضا:
سهير زقوت، أحلام تسير بأطراف اصطناعية
تعليقات