ميسون عزام ورشا قنديل تكتبان عن «أنسنة الإعلام» زمن الحرب في ملف العدد الجديد من مجلة «الإنساني»

العدد 70
محرر الإنساني

ميسون عزام ورشا قنديل تكتبان عن «أنسنة الإعلام» زمن الحرب في ملف العدد الجديد من مجلة «الإنساني»

ICRC

شاركت الصحافيتان ميسون عزام ورشا قنديل جمهور قراء مجلة «الإنساني» بشهادتين ضمن ملف العدد الجديد من المجلة عن «بوصلة إنسانية للإعلام» زمن الحرب، والذي يأتي في إطار احتفال المجلة بمرور 25 عامًا على صدورها، إذ خرج العدد الأول من المجلة في كانون الأول/ ديسمبر 1998. 

في مقالها المعنون «فاشينيستا وهيومانيستا، لنبنِ معًا عالمًا أفضل» تقرأ عزام، الإعلامية الفلسطينية والمذيعة بقناة العربية، التطور الذي حدث في دور وسائل الإعلام التي خرجت من حدود تقديم الخبر إلى البحث عن «إنسانيته»، بعد ما وجدت أن تأثيرها في ظل وجود الوسائط المتعددة فاعل وقادر على إحداث تغيير ينعكس على شكل البشرية بأسرها.

 

أما الصحافية المصرية رشا قنديل، فترصد في شهادة مطولة بعنوان «ربع قرن إلا قليلًا: عن الصحافة والحرب وأشياء أخرى» المحطات الأساسية لعملها الصحافي وانخراطها في تغطية أوجه الحروب المتغيرة في منطقة الشرق الأوسط الكبير. وخلال هذه الشهادة، تحلل رشا التحولات التي طرأت على ميادين القتال ومعها تحديات التغطيات الصحافية للحروب والنزاعات.

 

 

للاطلاع على العدد كاملًا، انقر هنا، وللحصول على نسخة ورقة من العدد، برجاء التواصل مع مقر بعثة اللجنة الدولية القريبة منكم.

في هذا الرابط عناوين البعثات وكيفية التواصل معها. 

وتتنوع المشاركات في هذا الملف. فيستكشف الكاتب والمترجم عاطف عثمان في مقاله «الحرب عندما تتحول مادةً للنكات: أخلاقياتنا وصور النساء في زمن الحرب» المخاطر التي تحيط بتنميط النساء وتحويل معاناتهن إلى مادة للنكات والصور الساخرة. فمن خلال تحليل لردود الأفعال على الأزمة في أوكرانيا، يرصد الكيفية التي انخرط بها البعض في نشر صور للنساء الأوكرانيات بصورة فجة لا تراعي المآسي التي تعرضت لها هؤلاء النساء.

وتسعى الباحثة مي عجلان في مقالها «الإعلام الجديد ومساحات جديدة للنساء زمن النزاعات» للإجابة عن عدد من التساؤلات حول طبيعة الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي داخل الدول التي تواجه النزاعات المسلحة. وكيف ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي في دعم حقوق النساء خلال الحروب والنزاعات؟ وما هي التحديات التي تقف عقبة أمام زيادة فاعلية وسائل التواصل الاجتماعي؟

وكمثال تطبيقي للأدوار التي ناقشتها مي في مقالها، ترصد الناشطة العراقية آية القيسي في شهادتها «هذا ما قدمته لي وسائل التواصل الاجتماعي» رحلتها في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجل دعم ذوي الاحتياجات الخاصة. تكتب إن نشاطاتها في عالم التواصل جعلها تدعم أشخاصًا تحدوا الإعاقة ومارسوا دورًا فعالًا في مجتمعاتهم.

مرصد ماركوبولي (سطح خان العلبية) – حلب / سورية- تصوير: صلاح مرعشي.

دور آخر نتلمسه في حوار أجرته علا العجيلي، مسؤولة التواصل والإعلام في اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالبعثة الفرعية في حلب، مع المصور الفوتوغرافي السوري صلاح مرعشي. في هذا الحوار نتعرف إلى جهود صلاح في توثيق التراث المعماري لمدينة حلب لا سيما في ظل الأزمة الكبيرة التي عصفت بالبلاد ودمرت أجزاءً كبيرة من المدينة السورية الموغلة في القدم.

يقدم السياق الجزائري مثالًا ملهمًا في الأدوار التي تلعبها وسائل التواصل الاجتماعي في سياق بعيد عن النزاع المسلح. فيرصد الصحافي الجزائري فريد بلوناس في مقال بعنوان «حرائق الجزائر مثالًا: مواقع التواصل الاجتماعي تقود العمل الإنساني»  دور وسائل التواصل الاجتماعي في تغطية حرائق غابات الجزائر التي اندلعت خلال العامين الماضيين في رفع حرارة التضامن الإنساني بين الجزائريين، قبل أن تتدخل الشعوب العربية على الخط عبر منشورات ووسوم معبرة عن تضامنها واستعدادها لتقديم المساعدات الإنسانية لأشقائهم المتضررين.

في هذا الملف أيضا، تحاول المصورة الفوتوغرافية والكاتبة ندى ثاقب، في مقالها «أرواح الماضي على ظهر عملة ورقية.» قراءة الملامح المتغيرة لعالم السوشيال ميديا اللا محدود، وتسأل: مَن يضع ميثاقًا إنسانيًّا يحترم مشاعر الناس وآلامهم؟ وإذا وُضع الميثاق فمَن سيضبط نفسه ويحترمه؟

فيما تروي الصحافية والكاتبة سلمى أنور في شهادتها «صالة أخبار بديلة: أكتبُ عن الزوارقِ والمروحياتِ التي في عينَيَّ» تجربة السنوات التي قضتها في أروقة العمل الصحافي والإخباري، وفيها رصدت عوالم الحروب والنزاعات وأزمات الدول.

ونختم هذا الملف باستعراض مهم لواحدة من أبرز مظاهر التقنيات الرقمية «تسليح المعلومات وأنسنتها» وفيها نحاول شرح أهم المصطلحات التي قد تؤثر سلبًا وإيجابًا في العمل الإنساني كـ «المعلومات المغلوطة والمعلومات المضللة وخطاب الكراهية» للإشارة إلى أبرز أنواع المعلومات «المُسلَّحة» كمصطلح عام يمكن أن يشمل، – على سبيل المثال لا الحصر -: المعلومات المغلوطة، والمعلومات المضللة، وخطاب الكراهية، بالإضافة إلى عمليات التأثير المعلوماتي، والمعلومات الملغومة والدعاية الموجَّهة. وهذه المعلومات يمكن أن تُتداول من خلال الوسائل الرقمية (عبر الإنترنت) وغير الرقمية (غير المتصلة بالإنترنت).

تحديات إنسانية 

أفردنا في هذا العدد جملة متنوعة من المواضيع التي تعالج التحديات الإنسانية التي تفرزها حروب اليوم. فتأخذنا الزميلة إيمان الطرابلسي، المتحدّثة الإقليمية باسم اللّجنة الدولية للصليب الأحمر، معها في رحلة إلى اليمن حيث رأت عن كثب الأوضاع الإنسانية القاسية التي يعيشها النازحون في منطقة مأرب الصحراوية في وسط اليمن.

نشرنا في هذا العدد مقالًا ترجمناه عن الإنجليزية للباحثة فيونا تيري، رئيسة مركز البحوث والخبرات في اللجنة الدولية، بعنوان «العمل المتجرد بلا تحيزات: فوائد التزام الحياد في زمن الحرب» وفيه تشرح فيونا ملابسات تحولها من التشكيك في جدوى الحياد إلى اليقين الصادق بالغرض والمنافع المتحققة من التمسك بهذا المبدأ في وقت الحرب، من واقع تجارب عاشتها بنفسها.

إحدى المنافع التي تظهر يوميًا من حياد اللجنة الدولية في الميدان هي عملية زيارة المحرومين من الحرية في أماكن الاحتجاز. أسير الحرب العراقي السابق أحمد آل داود يرسم بنفسه صورة للدور الذي لعبته اللجنة الدولية عندما كان أسير حرب. 

وفي قضية الحياد ذاتها، تقدم لنا رشا محمود، رئيسة قسم الترجمة في المركز الإقليمي للإعلام باللجنة الدولية للصليب الأحمر، في مقال «أنا المترجم، أنا الخائن: معضلة الترجمة في العمل الإنساني» شرحًا لطبيعة الدور الحاسم الذي تلعبه الترجمة في إطار الاستجابة الإنسانية، وفي هذا الشرح نتعرف إلى طبيعة التحديات التي تواجه المترجم في أداء رسالته هذه.

وفي العراق أيضا، عثر زميلنا آرام حسين، مسؤول التواصل في بعثة اللجنة الدولية في كركوك، على «اَلْخُوذَة»، التي كتب عنها وعن الحروب التي مرت ببلده العراق.

ولهذه النزاعات القاسية التي جثمت على صدر العراق آثار، منها رحيل أبنائه إلى منفى طال أمده. من القاهرة، التقت كاتبة يمنية شابة هي صفا ناصر بالروائية والكاتبة العراقية الكبيرة بثينة الناصري. وكان نتاج هذا اللقاء حوارًا ممتعًا عن منجز بثينة الأدبي وعن العراق والمنفىي في أدبها. كما تطلع تطلعنا على أحدث مشروعاتها في الكتابة الإبداعية والإخراج السينمائي.

ومن العراق ننتقل إلى فلسطين، ومنها يسجل لنا المصور الصحفي نضال رحمي شيئًا عن علاقته بالفوتوغرافيا، التي بدأ شغفه بها من ألبوم صور العائلة، بأطرافه المُصفرة ورائحة الزمن، إذ تفوح من بين دفتيه، كما يُورد في نصِّه، قطوففًا من ذكريات والده مع تجربة السجن الرمادية، وكيف لعبت الصور الفوتوغرافية – جنبًا إلى جنب مع الرسائل المكتوبة – دورها في تجربة الوالد، وفي حفظ ذاكرته وربطه بأسرته، وكيف كان الصليب الأحمر الدولي رفيق رحلة العائلة التي ذاقت الاشتياق لعائلها، ولم يهدئ من شوقها وألمها إلا الرسائل والصور التي كانت تروح وتجيء عبر الصليب الأحمر، حتى «منحته الحياة قُبلتها» يوم مُنح حُريته.

 واستمرارًا لاهتمام «الإنساني» الأصيل بالبحث في التراث الشفاهي والقديم وميراث الحضارات عن وجوه تلشبه والتلاقي بين القيم التي يختزنها هذا التراث عندما يتعامل مع الحروب وبين المبادئ الحديثة لأخلاقيات الحرب التي ينص عليها القانون الدولي الإنساني. في هذا العدد، ننشر مقالًا مصورًا بأعمال إبداعية للفنانة أناستازيا إلسيفا (Anastasya Eliseeva) وفيها عرض لأوجه الشبه ما بين التقاليد الأفريقية في الحروب وبين نصوص القانون الدولي الإنساني.

وختامًا، نعرض في قسم «أركان العالم» مجموعة تقارير تتناول نشاطات اللجنة الدولية وبعثاتها المختلفة. فنقرا عن مشروع مجلة «الإنساني» بإصدار نسخة صوتية للمحتوى الذي يقدمه، وكذلك نشاط بعثات اللجنة الدولية في القاهرة وبغداد في تدريب الصحافيين، وفي تنظيم المسابقات المختلفة لدعم الصحافيين في إنتاج محتوى، مكتوب أو بصري، يعالج التحديات التي تواجهها مجتمعات النزاعات المسلحة. 

اطلع غيرك على هذا المقال

تعليقات

لا توجد تعليقات الآن.

اكتب تعليقا