دورات تدريبية لدعم صحافيين عراقيين في تغطية آثار 40 عامًا من النزاعات

من الميدان

دورات تدريبية لدعم صحافيين عراقيين في تغطية آثار 40 عامًا من النزاعات

خلال السنوات الماضية، نظمت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق وبعثاتها الفرعية، العديد من ورش العمل للمئات من الإعلاميين بالشراكة مع عدد من المؤسسات الإعلامية ومن مختلف المجالات، بدءًا من المحررين إلى المصورين الرقميين بالإضافةِ إلى الصحافيين المستقلين والمشاركين في تغطية الحالات الإنسانية. وتتضمن الورش مواضيع متعددة تسهم في ترسيخ مبادئ القانون الدولي الإنساني وزيادة معرفة الصحافيين بالأساليب المتبعة في التغطية الإعلامية من منظور إنساني، بالإضافة إلى تعريف الصحافيين بأهم القضايا الإنسانية التي تتبناها اللجنة الدولية سواء في العالم عمومًا أو في العراق بشكل خاص.

يتمتع الصحافيون بالقدرة على تسليط الضوء إِعْلَامِيًّا على القضايا الإنسانية المهمة في كل مكان في العالم، لذا، من الضروري أن يكون لدى الصحافيين إلمامٌ كافٍ بالقانون الدولي الإنساني للاستناد إليه أثناء إعداد تقاريرهم الصحافية وتوجيه الرأي العام تجاه تلك القضايا. كما يزيد تدريب الصحافيين على القانون الدولي الإنساني من استعدادهم ووعيهم بالمخاطر.

في هذا السياق، نظمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في شهر تموز/يوليو الماضي، ورشة «التغطية الإنسانية وحماية الصحافيين» في محافظة الديوانية وهي إحدى محافظات جنوبي العراق (180 كيلومترًا جنوب بغداد).

وقد افتُتحت الورشة، التي جاءت ضمن سلسلة ورش تنظمها اللجنة الدولية بصورة مستمرة في عدد من المحافظات العراقية، بمقدمة عن مكونات ومبادئ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وتعريف للصحافيين على أفضل السبل للتواصل مع اللجنة الدولية في العراق.

شارك في الورشة 20 صَحَافِيًّا وصحافيةً من مختلف المؤسسات الإعلامية العاملة في العراق، وركز الميسرون في الورشة على رفع مستوى الوعي لدى الصحافيين بالحمايةِ التي يتمتع بها الصحافيون بموجب القانون الدولي الإنساني. كذلك تضمنت الفعاليات تقديم معلومات حول الدعم الذي يمكن أن يتوقعوا الحصول عليه من المنظمات المختلفة التي تؤدي مهام في المناطق المتأثرة بالنزاعات.

وعن الورشة، قال ليث أمين، مسؤول التواصل في البعثة الفرعية في محافظة النجف الأشرف، وهو أحد الميسرين في الورشة: «العراق بلد شهد 40 عامًا من النزاعاتِ المسلحة تسببت بأضرارِ كبيرة وخلفت الكثير من الحالات الإنسانية، وهنا يقع العبء على عاتق الصحافيين في تسليط الضوء على هذه القضايا المهمة».

أما محمد جاسم، المسؤول الميداني في قسم التلوث بالأسلحةِ في اللجنةِ الدولية، والذي قدم جلسة توعية حول التلوث بالأسلحةِ في العراق، فقد قال: «الأهمية تكمن بأن يكون لدى الصحافيين علم بحجمِ ومدى تأثير التلوث بالأسلحة على حياة المدنيين بصورة عامة، وفي جميع المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، الإنسانية، البيئية وحتى التنموية علمًا أن ملف التلوث بالمخلفات الحربية في العراق لم ينَل التغطية الإعلامية الكافية والتي توازي حجم المشكلة على أرض الواقع فبالتالي يمكن أن يكون عرض المشكلة من خلال ورش عمل كهذه أمام أنظار الصحافيين هو بحد ذاته يعتبر مناصرة للمجتمعاتِ التي تقع تحت تأثير هذه المخلفات، حيث بإمكانهم كصحافيين الضغط على صناع القرار في التعامل بجدية وفاعلية أكثر مع هذا الملف».

والمعروف أن العراق يعد واحدًا من البلدان شديدة التلوث بالأسلحة، حيث تقدر مساحة التلوث بنحو 3200 كيلو متر مربع.

وعن مدى استفادة المشاركين في الورشة، تحدث فراس السعدي، وهو صحافي ومعد برامج في وكالة أكد نيوز للأنباء: «يوجد تقارب بين عملنا، نحن الصحافيين، وبين عمل اللجنة الدولية بما يخص القضايا الإنسانية» على اعتبار أن العمل الصحافي يمثل مهمةً إنسانية كما الحال مع مهمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأضاف السعدي: «من بين أهم النقاط التي خرجت بها من الورشة هي أهمية شارة اللجنة الدولية في الحماية ومدلولها التاريخي، بخلاف ما كنت أعتقد من أن لها مدلولًا دينيًّا».

ومن بين أبرز المواضيع التي طرحت في الورشة، كان موضوع التغطية الإعلامية من منظور إنساني، مع إلقاء الضوء على هوس السبق الصحافي الذي قد يُنسي أحيانًا العاملين في مجال الإعلام، الإنسانية، فيركز الصحافي على الخبر بدلًا من القصة الإنسانية وراء ذلك الخبر.

من جهتها أشادت د. نورس العاني، وهي صحافية من إعلام مكتب محافظ الديوانية بالورشة وتحدثت عن أهم الدروس المستفادة منها قائلةً: «الآن أصبح بإمكاني أن أميز بين الصحافي المرافق والمراسل الحربي ومن الذي يعتبر أسير حرب في حال اعتقاله».

توفير فهم أساسي للقانون الدولي الإنساني وفكرة عن المكان الذي يجب التوجه إليه للحصول على مزيد من المعلومات يمثل ركيزة أساسية في التدريبات الموجهة للعاملين في مجال الإعلام.

مراسل صحيفة العربي الجديد، الصحافي محمد الشمري أضاف: «من الأشياء المهمة في ورشة اليوم هي تعرفي على قواعد القانون الدولي الإنساني وكيف يمكنني أن أحمي نفسي أثناء التغطية الإعلامية للنزاعات المسلحة، وتعرفت من خلال الورشة على دور الصليب الأحمر في حماية المدنيين المتأثرين بالحروب».

اختُتِمت الورشة بتلقي المشاركين تدريبًا حول الصحافة المتنقلة (صحافة الموبايل)، التي توفر على الصحافي الكثير من المعاناة سيَّما أثناء التغطية في أوقات النزاعات المسلحة.

يذكر أن اللجنة الدولية قد نظمت في الأعوام السابقة ورش عمل أخرى، شمِلت محافظات النجف، بابل، صلاح الدين وبغداد انطلاقًا من نفس المبدأ المتمثل في ترسيخ مبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني لدى العاملين في مجال الإعلام.

اقرأ أيضا عن العراق:

لم يتوقع أحد أن يطول بقاءنا إلى هذا الحد: اللجنة الدولية وأربعون عامًا في العراق

هل يحمل شعار اللجنة الدولية للصليب الأحمر أي دلالات دينية؟ أسئلة يطرحها متابعونا في العراق

الموصل والمفقودون وكوفيد-19… تأملات في معاناة العراق

حال آثار العراق بعيون صحافي من أهل البلد

 

اطلع غيرك على هذا المقال

تعليقات

لا توجد تعليقات الآن.

اكتب تعليقا