تولي اللجنة الدولية للصليب الأحمر أهمية بالغة للصورة الفوتوغرافية ودورها في إيصال رسالة تخترق كل الحواجز اللغوية الممكنة. الصورة الجيدة قادرة على تسليط الضوء على النضالات اليومية وأشكال التكيف مع الآثار المدمرة لأعمال النزاعات المسلحة وأعمال العنف الأخرى. اللقطة القوية محاولة ناجحة لتوثيق الواقع، والسياق المنهك الذي تعمل فيه اللجنة الدولية، ما دامت الصورة صادقة ودقيقة، وتحافظ على كرامة الأفراد موضوع الصورة. وخلال السنوات الماضية، قدمت اللجنة الدولية للجمهور عددًا من مشاريع الصورة الفوتوغرافية التي تركز على نضالات السكان المدنيين. هنا إطلالة على مشاريع فوتوغرافيا قدمتها اللجنة الدولية خلال الشهور الأخيرة:
الوطن في اللمَّة
في العدد الأخير من مجلة «الإنساني» (صدر في كانون الأول/ ديسمبر 2018)، نشرنا قصة مصورة للمصور الصحافي المصري روجيه أنيس، ونصوصًا كتبتها الصحافية آيات الحبال عن مهاجرين وصلوا إلى مصر، وفيها كافحوا بطرق مختلفة وخلاقة، لاستحضار وطنهم في الغربة: برقصة تراثية أو بأكلة شعبية أو بملابس تقليدية. حاولت «الإنساني» في هذا العدد أن تقترب من هذه المساحة الحيوية جدًّا. حاولنا أن نجيب عن سؤال كيف أن المهاجر (سواء حظي بصك كونه لاجئًا أم لا) يجاهد بأقصى ما يستطيع ليبني واقعًا مختلفًا حتى في أحلك الظروف.
زيارة عائلية
وثقت عدسة زميلتنا أليونا سينينكو (Alyona Synenko) مجموعة من اللقطات المحملة بمشاعر قوية للأهالي خلال نقلهم عبر حافلات لزيارة ذويهم في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية. تقلُّ حافلات اللجنة الدولية للصليب الأحمر كل عام ما يزيد على مئة ألف شخص من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية لزيارة أقربائهم المعتقلين في إسرائيل. وراء تلك الأرقام أشخاص، ولكل منهم قصة عمَّا يعنيه غياب شخص عزيز عليهم. إبقاء التواصل مع أفراد العائلة حاجةٌ إنسانيةٌ أساسيةٌ وحقٌّ ممنوحٌ للمعتقلين بموجب القانون الدولي الإنساني. وقد مضى على برنامج الزيارات العائلية الذي تنفِّذه اللجنة الدولية خمسون عامًا، نظَّمت خلالها زيارات العائلات الفلسطينية لأحبائها المعتقلين في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية، بما يعنيه ذلك من تسهيل استصدار التصاريح وتنظيم المواصلات ومساعدة المعتقلين على تبادل الأخبار مع أقربائهم من خلال رسائل الصليب الأحمر. وقد تمكنت اللجنة الدولية من تيسير أكثر من 3.5 مليون زيارة عائلية منذ عام 1968.
الرجال يصنعون الحروب، والنساء يعانين من ويلاتها
تعاونت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع المجلة الرائدة وذائعة الصيت عالميًّا «ناشيونال جيوغرافيك» (National Geographic) لإنتاج قصة مصورة، تلقي فيها نظرة عن كثب على تفاعل المرأة مع النزاعات في المجتمعات التي تعيش بها، وكيفية معالجة الاضطراب الواقع على أسرتها وحياتها وعملها نتيجة الحرب. في هذا المشروع، «النساء والحرب»، تمكن المصور النيوزيلندي الموهوب روبن هاموند (Robin Hammond) من أن يساعدنا بلقطاته على كسر الصورة النمطية عن «النساء كضحية». من خلال الصور والقصص استكشفنا الأدوار المتعددة والمعقدة والمتضاربة في بعض الأحيان التي تلعبها النساء في النزاعات: مقاتلات، وعاملات في المجال الإنساني، وأمهات، وبنات، وعاملات، وقادة مجتمع وناجيات. زار مصور «ناشيونال جيوغرافيك» روبن هاموند بلدًا يعرف حربه جيدًا وهو العراق، بالإضافة إلى بلدان أخرى تعاني من الحروب والنزاعات إلا أنها لا تتصدر عناوين الصحف العالمية، في الفلبين وجنوب نيجيريا. وزار أيضًا البيرو لتوثيق ندوب قديمة لم تلتئم بعد، رغم سكون صوت مدافع الحرب. في هذا المشروع، نرى الهويات المتعددة التي تتخذها النساء من خلال سلسلة من الصور، بعضها صور في البيئة الطبيعية للنساء، وبعضها الآخر في الاستديوهات. لكل صورة خلفية مختلفة وفق الموضوع، لتحدي العلامات البسيطة التي نعلقها على النساء في الحرب، وتوضيح دور التصوير الفوتوغرافي لتوفير إجابات فريدة لقضايا معقدة.
تعليقات