يوم في حياة اللجنة الدولية للصليب الأحمر… عمر جمعة من سورية يتحدث عن عمله

من الميدان

يوم في حياة اللجنة الدولية للصليب الأحمر… عمر جمعة من سورية يتحدث عن عمله

«يوم في حياة اللجنة الدولية للصليب الأحمر» هي سلسلة حوارات مع العاملين في بعثات اللجنة الدولية حول العالم. نتعرف فيها عن قرب على ظروف العمل الإنساني في أماكن مختلفة من العالم، والتحديات التي يواجهها العاملون فيها. 

نلتقي في هذا الحوار مع عمر جمعة، 43 عامًا، وهو يعمل في بعثة اللجنة الدولية في دمشق منذ العام 2004. 

حدثنا عن نفسك قليلًا

اسمي عمر جمعة، من مواليد العام 1977. بدأت عملي مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العام 2004. وقتها كان عمري 27 عامًا. كان عدد الموظفين في البعثة هنا في دمشق عشرة تقريبًا، رئيس البعثة ومترجم، والباقي موظفون محليون. عملي في البداية كان في البوفية والأعمال المساعدة في تنظيم الدورات التدريبية والمحاضرات. كذلك كنت أدعم في أعمال صيانة المكاتب والمبنى. وبسبب وجود نقص في السائقين، لم يكن هناك إلا سائق واحد، كنت أساعد أيضًا في قيادة السيارات. استمر الوضع على هذه الحال طيلة سنوات شعرت خلالها بالملل. شعرت أني مقيد وأني وصلت لمرحلة أرغب فيها لتغيير الطريق، إلى أن أعلنت البعثة عن وظيفة سائق. تقدمت إلى الوظيفة وحصلت عليها. كانت السنة هي 2011، أي سنة بداية الأزمة في سورية. ومع الأزمة، شعرت بأن لديَّ هدفًا جديدًا. العمل في هذا المجال [العمل الإنساني] ليس سهلًا، فهناك حوادث وتحديات كثيرة. لكني تأقلمت مع الموضوع، فأنا أحب عملي. 

كيف تعرفت إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر؟

عن طريق أبي، فقد كان موظفًا في اللجنة الدولية.

صف لنا العمل في بعثة اللجنة الدولية في دمشق؟

كان عمل اللجنة الدولية على نطاق صغير للغاية. كنا نعمل في الجولان بالأساس، نخدم العرائس والطلاب ونقل محصول التفاح. بالنسبة للأعراس، كان الأهل في الأرض المحتلة ينسقون مع اللجنة الدولية لتوصيل العروس إلى زوجها خارج الجولان أو العكس. بالنسبة للطلاب، كنا ندعم نقلهم من الأرض المحتلة كي يتمكنوا من إكمال دراستهم. بالنسبة للتفاح، كنا ننقل محصول التفاح من الجولان. لكن العمل توسع توسعًا كبيرًا بسبب الأزمة التي طالت البلاد منذ العام 2011. زاد عدد الموظفين في البعثة حتى يستطيعوا التعامل مع هذه الكوارث الكبيرة التي حدثت بالبلد.

كيف تأثرت حياتك بطبيعة العمل الذي تشغله؟

تغير نمطي كلية. شعرت أن التغيير أو التطوير جيد. فقد مرت عليَّ ست أو سبع سنوات وأنا أشعر بالملل. نفس العمل ونفس الوجوه. لكن عندما بدأت عملي الجديد تغيرت الوجوه، أصبحت أخرج خارج المكتب. ومع الأزمة، أصبحت أتنقل إلى أكثر من مكان، وأذهب إلى كل مناطق سورية. شعرت أني أعيش على هذه الأرض. تعرضت لكثير من المواقف الصعبة. عندما أمر بمنطقة [متأثرة بالأزمة] لم أكن أشعر بالخوف، لكن عندما أعود من هذه المنطقة في الليل بغرفتي في الفندق لا أستطيع النوم، هناك شيء بداخلي، منظر في عقلك لا تنساه، مدينة مدمرة مثلًا، وضع الناس التعيس. هذه الأمور تحز بالنفس. زوجتي لا تتدخل في عملي، عندما أنتهي من العمل وأعود إلى المنزل، تشعر زوجتي أني مهموم ومضغوط. تسألني: ماذا بك؟ أقول: ليس هناك شيء. أصعب شيء في الحياة هو مجال عملنا.

ما أكثر شيء لا يزال عالقًا في بالك من بداية عملك في اللجنة 2004 حتى الآن؟

حوصرت في حلب لمدة 27 يومًا. أنا أصلًا من حلب. كان أخي وأختي وأقاربي يعيشون على بعد كيلومترات من المكان الذي كنت محاصرًا فيه. كان موقفًا غير طبيعي. في الوضع العادي، كنت أقطع هذه المسافة وأكون عند أخي وأختي. لكن كان الحصار صعبًا، كنت أتواصل مع أخي عبر التليفون المحمول.

احكِ لنا عن موقف إنساني أثر فيك. 

تعرفت إلى كل سورية تقريبًا. أصبحت أعرف مدخل ومخرج كل محافظات سورية، أصبحت كذلك أعرف أشياء أكثر عن بلدي، أصبحت أتعامل مع الناس على الأرض بالميدان. أصبحت أرد على الأسئلة التي توجه لي في الشارع عن اللجنة الدولية. أنا أشرح طبيعة العمل، وأحيانًا تسمع انتقادات لعملنا. يجب عليك أن تتحمل.

اقرأ أيضا:

يوم في حياة اللجنة الدولية: أرتين هايك كريكور من العراق يتحدث عن عمله

يوم في حياة اللجنة الدولية: علي الحليلي من اليمن يتحدث عن عمله

يوم في حياة اللجنة الدولية: عصام الدين محمد من مصر يتحدث عن عمله

يوم في حياة اللجنة الدولية: أنور عباسي من فلسطين يتحدث عن عمله

نُشر هذا الموضوع في العدد 66 من مجلة «الإنساني». 

اطلع غيرك على هذا المقال

تعليقات

لا توجد تعليقات الآن.

اكتب تعليقا