يوم في حياة اللجنة الدولية للصليب الأحمر: علي الحليلي من اليمن يتحدث عن عمله

حوارات / من الميدان

يوم في حياة اللجنة الدولية للصليب الأحمر: علي الحليلي من اليمن يتحدث عن عمله

على الحليلي أحد موظفي اللجنة الدولية في صنعاء

«يوم في حياة اللجنة الدولية للصليب الأحمر» هي سلسلة حوارات مع العاملين في بعثات اللجنة الدولية للصليب الأحمر حول العالم. نتعرف فيها عن قرب على ظروف العمل الإنساني في أماكن مختلفة من العالم، والتحديات التي يواجهها العاملون في اللجنة الدولية.
نلتقي في هذا الحوار مع علي الحليلي، وهو سائق، ويُعد من أقدم الموظفين في بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء. فهو يعمل هناك منذ أكثر من 15 عامًا، عاصر خلالها أزمات عدة حلت ببلاده اليمن.
حدثنا عن نفسك قليلًا.
اسمي علي حمود أحمد الحليلي. أبلغ من العمر 36 عامًا. ترعرعت في مدينة صنعاء. ولديَّ أسرة مكونة من زوجة وثلاثة أولاد. أعمل سائقًا في بعثة اللجنة الدولية في صنعاء. بدأت العمل في العام 2001، بأجر يومي، ثم تحولت إلى عقد دائم في العام التالي. قبل التحاقي بالعمل في اللجنة الدولية، كنت أعمل سائق تاكسي، خاصة في قطاع السياحة. تحملت مسؤولية الإنفاق على أسرتي بعد وفاة والدي. وكنت قد تعرفت على مندوب باللجنة الدولية، وتقدمت إليه بطلب للعمل في اللجنة الدولية. وكانت هذه هي البداية.
هل كنت تعرف طبيعة العمل الذي تؤديه اللجنة الدولية قبل التحاقك بها؟
لا لم أكن أعرف. لكني عرفت لاحقًا ما تفعله المنظمة، والمساعدات التي تقدمها للبلاد، وهو ما زاد إعجابي بها. وخلال هذه السنوات، عرفت الكثير عن اللجنة الدولية وتاريخها في اليمن.
مثل ماذا؟
قبل سنوات كنت في عمل ميداني في مدينة حوث، وحدث أن قابلت شخصًا كبيرًا في السن. كان الرجل يعرف اللجنة الدولية حق المعرفة، وكان ينطق اسمها باللغة الإنجليزية بطلاقة. أخبرني الرجل أنه عمل مع اللجنة الدولية في الستينيات. وذكر بعض أسماء الموظفين الأجانب. وحكى لي عن صعوبة عملهم في ذلك الوقت البعيد، حتى إنهم كانوا في بعض المناطق الجبلية الوعرة يستخدمون الحمير لنقل الأطباء والمعدات الطبية.
كيف هي الحياة في صنعاء؟ ومنذ متى وأنت تعمل فيها؟
تتمتع صنعاء ذات التراث العريق بجو خلاب، وتكثر فيها المعالم الحضارية. جذبت صنعاء السياح، وازدهر النشاط السياحي مع تدفق السياح، وهو ما دفع بعضًا من سكانها للعمل في مجال السياحة، قبل أن يتدهور الوضع بفعل النزاعات المسلحة. لقد ولدت في هذه المدينة الرائعة. وبدأت العمل في السياحة في سن التاسعة عشرة، قبل أن ألتحق بعد ذلك باللجنة الدولية.
ما أكثر مسألة إنسانية أثرت فيك في اليمن؟
بصراحة، يؤثر فيَّ بشدة ما يحدث الآن لوطني الغالي من قتل للنساء والأطفال والرجال، وتدمير كل ما هو جميل في بلدي الحبيب.
ما أكثر تجربة رسخت في ذهنك خلال عملك مع اللجنة الدولية؟
موقف حدث في العام 2015 عندما ذهبنا في مهمة توزيع مواد غذائية في قريتي العشة والقفلة بمحافظة عمران. بعد أن أنهينا التوزيع في قرية القفلة توجهت إلى قرية العشة. وقبل وصولنا بدقائق معدودة، جرى استهداف المدرسة التي سَتُوزع المواد الغذائية فيها. لما وصلنا إلى القرية، رأيت ما أوجع قلبي. رأيت مصابين وجرحى على الأرض. حاول البعض الركض بعيدًا طلبًا للنجاة. رأيت أطفالًا ونساءً ورجالًا بانتظار المساعدات التي ستقدمها اللجنة الدولية. قررنا الرجوع لنبحث عن طريق آخر آمن. نزلنا من السيارة، وما هي إلا لحظات حتى سمعنا الغارة الثانية على القرية نفسها. كان موقفًا صعبًا، وهو أكثر موقف خالد في ذهني.
ما أهم درس تعلمته بصفتك عاملًا في المجال الإنساني؟
أن أقوم بعملي على أكمل وجه وأجتهد ولا أنتظر الشكر من أحد.
ما أكثر شيء تستمتع به في عملك؟
أستمتع بتنقلي بين محافظات اليمن الرائعة. ويغمرني أجمل شعور عندما نقدم المساعدة للغير. وتكتمل سعادتي عندما ننهي عملنا كما خططنا له، وهذا يعود للعمل الجماعي لموظفي اللجنة الدولية. أستمتع كذلك بالتعرف على الكثير من موظفي اللجنة الدولية الذين يأتون لليمن سواء من العرب أو الأجانب.
ما هواياتك وكيف تقضي أوقات فراغك؟
أحب السفر والتعرف على مناطق بلادي. كما أحب السباحة كثيرًا. أقضي أغلب أوقاتي مع أولادي، سواء في البيت أو بالخروج معهم للتنزه. كما أخصص وقتًا لزيارة الأهل ولقاء الأصدقاء.
**نُشر هذا الموضوع في العدد رقم 62 (خريف/ شتاء 2017) من مجلة «الإنساني».
اطلع غيرك على هذا المقال

تعليقات

لا توجد تعليقات الآن.

اكتب تعليقا