تاريخ مجلة «الإنساني» كما تحكيه الأغلفة

قانون الحرب

تاريخ مجلة «الإنساني» كما تحكيه الأغلفة

أغلفة من أعداد مختلفة لمجلة الإنساني. تصوير: أحمد زكي عثمان

دائمًا ما تستطيع عبر انتخاب أعداد من «الإنساني» تكوين مجموعات متعددة متناغمة، تشير لشخصية وتوجه هذه المطبوعة، التي توخت طوال عقديها وحتى الآن تقديم انحياز تام لمعنى المسؤولية الإنسانية، مؤمنة بتكامل كل القضايا البشرية، وبالذات المرتبط منها بالمعاناة. هنا تجدون مختارات لمختصرات لأعداد تقدم للقارئ صورة عن روح المطبوعة ورؤيتها.

في كانون الأول/ ديسمبر 1998، صدر العدد الأول من «الإنساني» في 20 صفحة. حمل الغلاف عنوانين: عنوانًا يشير إلى مقال موسع لرئيس اللجنة الدولية آنذاك كورنيليو سوماروغا (Cornelio Sommaruga). أما العنوان الثاني فقد كان مقالًا تحليليًّا لمحرر المجلة محمد سيف عن مشروع استطلاع كبير للجنة الدولية لسماع صوت ضحايا الحروب أنفسهم.

كان من الطبيعي أن يكون العراق محور العدد الثاني من «الإنساني» نظرًا للأزمة الإنسانية المتفاقمة في بلاد الرافدين بفعل الحظر الاقتصادي المفروض على البلاد. وقد كانت المجلة «مع العراقيين في محنتهم» طيلة السنوات اللاحقة، لا سيما فترة الغزو الأميركي وما تلاه من أحداث مأساوية.

منذ الأعداد الأولى كان واضحًا أن اهتمام المجلة يتعدى المنطقة العربية ليصل إلى تغطية الأزمات الإنسانية في العالم ككل. فكانت «الإنساني» حاضرة في تغطية أزمة البلقان وكذلك الحرب في أفغانستان والقرن الأفريقي.

في العدد السادس أجرينا حوارًا مع الفنانة اللبنانية فيروز خلال مشاركتها في نداء عالمي في العام 1999 ضد الحرب برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

أفردت «الإنساني» صفحاتها مرارًا للبنان، سواء بعد انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني، أو في تغطية الأزمة الإنسانية لحرب تموز/ يوليو 2006. علاوة على ذلك، نشرت المجلة العديد من المقالات والتحليلات التي تستدعي خبرة الحرب الأهلية التي دارت رحاها في البلاد ما بين 1975 و1990.

لدى «الإنساني» اهتمام راسخ بالأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتشير أي قراءة انطباعية للمواضيع التي نشرتها المجلة خلال عشرين عامًا حول فلسطين عن حجم الآثار الوخيمة للنزاع المسلح الممتد على الفلسطينيين. ومع هذا، فقد نشرنا أيضًا مقالات وعرضنا تقارير عن مقاومة الفلسطينيين وكيف أن الحرب لم تثبط عزيمتهم قط.

مع أن «الإنساني» رصدت بقلق بالغ تحديات الأزمة الإنسانية في إقليم دارفور بالسودان، لكنها رأت أن البلاد، بنهاية الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، تستقبل عصرًا جديدًا مفعمًا بالأمل والعمل على تأسيس دولة سودانية حديثة لكل أبنائها.

في العام 2004، خاضت «الإنساني» مغامرة صحافية، إذ ذهبت إلى إيران بهدف إصدار عدد خاص تعرض من خلاله التمايز الثقافي والتاريخي والإنساني لهذا البلد العريق. جاء هذا العدد في سياق الدور المتزايد الذي لعبته اللجنة الدولية في إغاثة منكوبي زلزال مدينة بَم المدمِّر في نهاية العام 2003.

لم تركز «الإنساني» على السياقات التي تدور فيها النزاعات المسلحة فحسب، لكنها ركزت أيضًا على مختلف القضايا التي تمس الحروب والعمل الإنساني. فتحدثنا عن النزاعات المسلحة والبيئة والنساء والهجرة. وفي كل هذه المواضيع، لم نكتفِ برصد طبيعة المشكلات فقط، وإنما عرضنا نماذج للتعامل الإنساني الخلاق مع ما تفرزه الحروب من أزمات. 

اطلع غيرك على هذا المقال

تعليقات

لا توجد تعليقات الآن.

اكتب تعليقا