مجلة الإنساني العدد 31 (ربيع 2005): الإعلام وقضايا العمل الإنساني

قضايا إنسانية

مجلة الإنساني العدد  31 (ربيع 2005): الإعلام وقضايا العمل الإنساني

إعلام الشرق الأوسط والعمل الإنساني

في الثامن والتاسع من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عقدت ورشة عمل في بيروت لبحث مسألة العلاقة بين “إعلام الشرق الأوسط والعمل الإنساني”، وذلك بمشاركة عدد من الصحافيين من أبرز مؤسسات العمل الإعلامي بالمنطقة إلى جانب المتخصصين في الإعلام والاتصال باللجنة الدولية للصليب الأحمر.

جاء عقد هذه الورشة في أعقاب ما لوحظ من قبل العاملين باللجنة الدولية من سجال في وجهات النظر حول السرية والحياد في العمل الإنساني (أي النهجين اللذين تتبعهما اللجنة الدولية في سبيل الوصول إلى الضحايا من كافة أطراف النزاعات المسلحة للإشراف على تمتعهم بحقوقهم المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني). وهو السجال الذي احتدم عقب ما جرى في “أبو غريب والسجون العراقية”، وكذلك ما يجري بخصوص معاملة المحتجزين في سجن “غوانتانامو”.

وغني عن الذكر أننا وعلى صفحات هذه المجلة نشرنا مرارًا معالجات ومواضيع تتناول مسألة السرية هذه، إذ لا تعد السرية مبدأ مقدسًا على نحو مطلق بالنسبة للجنة الدولية، فهي لا تلتزم الصمت إزاء الانتهاكات أينما كانت، ولكن الطريق الذي تتبعه لمواجهة وتجاوز تلك الانتهاكات لا يتمثل بالضرورة في إثارة السجال العلني، الذي قد يضر بمصالح الضحايا ويحول دون الوصول إليهم. والمتابع لبيانات اللجنة الدولية التي أصدرتها بخصوص تقاريرها التي رفعتها لسلطات التحالف في العراق وعواصم الدول المتحالفة، يجد تأكيدًا عمليًا على الموقف الإيجابي الذي اتخذته، انطلاقًا من واجبها الذي يفرض عليها رعاية وحماية الضحايا، وذلك على الرغم من عصف الأنواء التي تعتري الأوضاع الدولية وتصبغ الحوار الدائر بين الثقافات في ظل الأوضاع العالمية الجديدة.

أما حياد العمل الإنساني، فهو أمر آخر، بل مبدأ تنطلق أهميته من فكرة حياد الضحية نفسها، فمهما كان انتماء الجريح أو الصريع في الحرب لأي طرف، حتى ولو كان الطرف المعتدي، فهو له الحق، بصفته شخصًا كف عن القتال، في الحماية القانونية والإنسانية. وهنا من واجبنا جميعًا أن نرفض المساس بحياد العمل الإنساني والنأي به عن الضلال في دهاليز السياسة بالانحياز لطرف من الأطراف.

مسألة أخرى كانت موضوعًا للالتباس، وهي التي تمثلت في الرأي القائل بعدم ملاءمة القانون الدولي الإنساني بصورته القائمة لما يجري من نزاعات في عالم اليوم، وهو رأي يتجاهل أن المشكلة الرئيسية في هذا الشأن تتعلق بتطبيق القانون وليس تغييره، وهو التطبيق الذي تسأل عنه مائة وواحد وتسعون دولة وقعت على اتفاقيات جنيف وتعهدت بالالتزام بها!. وليس هناك شك في أن ما يسعى إليه الإعلاميون بطرح هذا الموضوع إنما ينطلق من مطالبتهم بالمزيد من ضمانات الحماية للضحايا، وهم هنا بطبيعة الحال يقفون على النقيض ممن يتحدثون عن عدم ملاءمة اتفاقيات جنيف مع التوجهات الجديدة للنظام العالمي.

في هذا العدد، تفرد الإنساني بعضًا من صفحاتها لعدد من الإعلاميين الذين شاركوا في ورشة العمل لإبداء آرائهم حول هذه القضايا بشكل عام أو حول طبيعة العلاقة بين الإعلام في بلدانهم وبين مكونات العمل الإنساني كما يرونها.

وإذ يسعدنا أن نجد هذا التنوع في الآراء التي وردت إلينا، نرى أن اختلاف وجهات النظر المطروحة يدفعنا إلى القول بأن هذه القضايا بحاجة إلى مواصلة الحوار حولها في المزيد من ورش العمل التي يجب أن نعمل سويًا، إعلاميين وإنسانيين، على إقامتها وتطويرها، وكذلك في الأعداد القادمة من “الإنساني”. لذا نرحب بأية مشاركة من جانب المهتمين بالكتابة أو التعليق، أو بالاقتراحات المفيدة لكيفية إدارة ورش العمل ومواضيع النقاش سعيًا للوصول إلى التعاون المنشود بين الإعلاميين والإنسانيين لصالح الدفاع عن الكرامة الإنسانية التي انتهكتها الحروب والنزاعات.

المحتويات

تسونامي: عندما تفتك الطبيعة بأبنائها
نبضات على هامش تسونامي
الكارثة في صور
من أجل عالم خالٍ من الألغام
السودان: انتهاء عشرين عاماً من النزاع
الكنغو الديمقراطية: ملايين الضحايا وحرب عرقية ضارية
غوانتانامو: أرق بالليل وهمُ بالنهار
الملف: الإعلام وقضايا العمل الإنساني
الإعلام الجماهيري والعمل الإنساني
السرية والحياد لا يوقفان الانتهاكات
فلسطين: تعاون الإعلام والعمل الإنساني
مسئولية تجاهل الأبعاد الإنسانية في الإعلام
العمل الإنساني وصحافة العراق
المعضلات الأخلاقية للعمل الإنساني في حقبة التدخل العسكري
مخالفة بعض الجماعات المسلحة للقانون الإنساني
مبادرة لحماية أمن المراسلين الحربيين
العالم الإسلامي والعولمة وحقوق النساء
نواح المدن القتيلة
من أركان العالم
بلا رتوش: انتصار الإرادة
إصدارات

اطلع غيرك على هذا المقال

تعليقات

لا توجد تعليقات الآن.

اكتب تعليقا