في الرابع من نيسان/أبريل من كل عام، يحتفي العالم باليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام وتقديم المساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام. يأتي هذا اليوم كمناسبة للتذكير بالتحديات الإنسانية المستمرة التي تفرضها الألغام الأرضية ومخلفات الحرب القابلة للانفجار، والتي تواصل حصد أرواح المدنيين الأبرياء وتشويه أجسادهم في مختلف بقاع العالم.
بهذه المناسبة تنشر مدونة “الإنساني” ملفا يتضمن مجموعة من المقالات التي تسلط الضوء على مختلف جوانب هذه القضية الملحة. فنستعرض التحديات الجديدة التي تواجه المعاهدات الإنسانية الدولية، مع تزايد المخاوف من تراجع الالتزام العالمي باتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد وغيرها من الصكوك الإنسانية.
ويأتي هذا الملف في وقت حرج، إذ شهد العام 2023 أعلى حصيلة للضحايا منذ أكثر من عقد، وتزايدت دعوات بعض الدول للتخلي عن التزاماتها تجاه الاتفاقيات الدولية بحجة الضرورات الأمنية والعسكرية. يكشف مقال لخبيرتين البارزتين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر – كوردولا دروغيه ومايا بريم – تحليلاً عميقاً لتداعيات هذا التحول الخطير. وتكشف المقالة عن الحقائق المخفية وراء مبررات استخدام الألغام المضادة للأفراد، وتفند الادعاءات المتعلقة بضرورتها العسكرية، محذرتين من أن التخلي عن هذه الاتفاقيات لا يهدد فقط أرواح الأبرياء، بل يقوض أسس النظام القانوني الدولي بأكمله.
وتستعرض مقالات متنوعة الوضع الإنساني في المنطقة العربية. فيأخذنا الكاتب جمال حسن في رحلة إنسانية عبر قصص حقيقية لضحايا هذا الموت المدفون في اليمن. نلتقي بماجد القباطي الذي انتصر على إعاقته بعد أن فقد يده وعينه، ليصبح مدرباً للتوعية بمخاطر الألغام. ونشهد مأساة دليلة التي فقدت ساقيها وأحلامها في يوم عرسها، حين انفجر بها لغم أثناء جلبها للماء.ويستكشف المقال تاريخ اليمن الطويل مع الألغام الأرضية، والتحديات الهائلة التي تواجه جهود إزالتها في بلد يفتقر إلى الموارد وغياب خرائط المناطق الملغمة.
ونلتقي في العراق نورة مراد حامو، سيدة استثنائية اختارت مهنة لا يجرؤ الكثيرون على تخيلها: مزيلة ألغام في أرض مزقتها الحروب. نقرأ قصتها الملهمة بشجاعتها، فهي تعلم أن خطأً واحداً قد يكلفها حياتها، لكنها تمضي بثبات مدفوعة بإيمان راسخ بأن كل لغم تزيله يعني طفلاً سيعود للعب بأمان، وأرضاً ستنبت من جديد. في قلب منطقة مزقتها النزاعات، تعيد نورة تعريف معنى الشجاعة والتضحية، وتؤكد أن المرأة قادرة على خوض أصعب المعارك من أجل حياة أفضل لا لعائلتها فحسب، بل لمجتمعها بأكمله.
تعليقات