من صنعاء وعدن وتعز: التعليم صار سرابًا لأطفال اليمن- تقرير مصور

من الميدان

من صنعاء وعدن وتعز: التعليم صار سرابًا لأطفال اليمن- تقرير مصور

يفترض بهذه الطفلة اليمنية أن تكون في مدرستها ولكن في زمن الحرب تتغير الأولويات.

نشرت اللجنة الدولية هذا الشهر (شباط/ فبراير) تقريرًا مصورًا تعرض فيه الواقع المؤلم الذي يعيشه أطفال اليمن جراء النزاع الدامي في البلاد الذي دمر البنية التعليمية ووضع مستقبل هؤلاء الأطفال على المحك.

أجبر النزاع أطفال اليمن على خوض كفاح قاسٍ من أجل البقاء. فغالبًا ما يعني الفرار من ساحات القتال – أملاً في الهرب من جحيم العنف – مغادرة الديار، والانقطاع عن المدارس. آباء يفقدون سبل كسب عيشهم، وعائلات بأسرها ينتهي بها المطاف هائمة في الشوارع تتسول.

ويوضح التقرير الذي يحمل عنوان “أطفال اليمن بحاجة إلى مستقبل”  أنه وفي الحرب الدامية التي أنهكت اليمن، صار التعليم رفاهية بعيدة المنال بالنسبة إلى الكثيرين، فقد قوض النزاع المسلح البنية التعليمية في البلاد إما بالتدمير الكامل، أو بالأضرار التي تعرضت لها أكثر من 2500 مدرسة. وتقول اللجنة الدولية إن أكثر من نصف المعلمين بالمدارس العامة لم يتلقوا رواتبهم طوال العامين الماضيين بسبب الحرب. علاوة على ذلك، لم تعد المدارس مقصورة على تقديم التعليم للأطفال، إذ إن بعضها يُستخدم أيضًا كمراكز إيواء للعائلات النازحة، وبعضها استولت عليه الجماعات المسلحة.

نشاهد في التقرير قصصًا محزنة عن أطفال يحدوهم الأمل في العودة إلى مقاعد الدراسة بعدما أجبرتهم الحرب  على هجرها: 

“أحمد ميهوب” – الذي لم يتجاوز الرابعة عشرة – يحب المدرسة، ولكنه انقطع عن الذهاب إليها. ويعمل، بدلاً من ذلك، في غسيل السيارات. أُصيب والد “أحمد” وبات عاجزًا عن العمل، ولذا انقطع أحمد عن المدرسة، ويعمل لإعالة أسرته بالكامل.

يقول “أحمد”: “من الصعب أن أجمع بين إعالة أسرتي والذهاب إلى المدرسة في الوقت ذاته. أتوق للعودة إلى المدرسة، ولكن من سيعولنا؟ أبي مريض، وليس هناك أحد يقدر على العمل وكسب المال سواي.”

ربما كان الحظ يحالف آلاف الأطفال اليمنيين الآخرين أكثر من “أحمد”: آباؤهم أصحّاء، ودخولهم رغم ضآلتها تكفي للإنفاق على التعليم. هذا إذا وُجدت مدرسة لارتيادها من الأصل.

وربما يحلم بعض الأطفال – في مناطق أخرى آمنة من العالم – باللحظة التي تنتهي فيها الدراسة، لكن الصغيرة “إيثار محمد” تحلم باللحظة التي ستفتح فيها مدرستها أبوابها مجددًا.

تقول “رأينا قذائف متساقطة ورصاصًا وطائرات تهاجم.

والآن لا نستطيع أن نتعلم بسبب الحرب. أتمنى فعلاً أن يُعاد بناء مدرستي حتى أعود إلى الدراسة ثانيةً.”

*نشرنا في السنوات الأخيرة عدة مساهمات حول النزاع في اليمن والوضع الإنساني للسكان المدنيين في البلاد، انظر مثلا:

مسؤولة باللجنة الدولية: لا ننحاز لطرف على حساب آخر، ونحاول مد يد العون لليمنيين كافة

سلمى عودة، شريط الأخبار لا يكفي.. 20 مليون قصة يمنية بين الأمل والمعاناة

نشوان محمد السميري، لا أحد يبكي على مدن اليمن

نبيل اليوسفي، الكوليرا تقتنص الأضعف في حرب اليمن

أحمد زكي عثمان، الطبيبة وصال الحكيمي: أملنا ألا تتفشى موجة ثالثة من الكوليرا في اليمن

اطلع غيرك على هذا المقال

تعليقات

لا توجد تعليقات الآن.

اكتب تعليقا