ar
إغلاق

“صندوق قطر للتنمية” : دمج الإستجابة الإنسانية السريعة مع أهداف التنمية المستدامة

حوارات / وجهات نظر

“صندوق قطر للتنمية” : دمج الإستجابة الإنسانية السريعة مع أهداف التنمية المستدامة

ICRC

تعتمد دول عدة في منطقة الشرق الأوسط على الصناديق والمؤسسات الإغاثية التابعة لها من أجل تقديم المساعدات الانسانية والتنموية في المناطق التي تعاني من أزمات ونزاعات مسلحة أو تلك التي خرجت من نزاعات في منطقتنا والعالم. ويؤدي “صندوق قطر للتنمية” دورا محوريًا في الاستجابة الإنسانية هذه من خلال التعاون مع منظمات إنسانية دولية تعمل على الأرض في تلك الدول.

وقد حاورت “الإنساني” الباحثة المتخصصة في المساعدات الإنسانية في فريق صندوق قطر للتنمية الشيخة مثايل آل ثاني حول سياساته وآليات عمله وكيفية وضع أولوياته كما تحدثت عن الشراكات التي تبنيها واعتماد الابتكار كأحد العناصر الأساسية في العمل والتنمية المستدامة.

نالت قطر الاعتراف بها كجهة إنسانية فاعلة ذات أهمية بالغة، حيث تساهم على نحو دؤوب في حالات الطوارئ الإنسانية العالمية والإقليمية. ما الذي يميز نهج قطر كجهة فاعلة في المجال الإنساني؟

يتميز نهج قطر كجهة فاعلة في المجال الإنساني باستجابتها السريعة، ومشاركتها الدؤوبة، ومساهماتها المالية الكبيرة في حالات الطوارئ الإنسانية العالمية والإقليمية. وتشمل السمات الفريدة لقطر تركيزها على الشراكات المتنوعة مع مختلف المنظمات الدولية والحكومات والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة الآخرين. وفي إطار هذا التعاون المتنوع، تسعى قطر إلى تعزيز فعالية تدخلاتها الإنسانية للتعامل مع النزاعات والاستجابة الكاملة للتحديات. وقد زودت إجراءات التعاون تلك قطر بأساليب جديدة للعمل أدت إلى استكشاف حلول مبتكرة للتخطي التحديات الإجرائية. كما تزيد القدرة الاقتصادية الكبيرة للدولة من فعاليتها في تقديم المساعدات والدعم الكبيرين لحالات الطوارئ.

ما هو نهج واستراتيجيات “صندوق قطر للتنمية” عندما يتعلق الأمر بتقديم مساعدات إنسانية سريعة الاستجابة وفعالة للدول المحتاجة؟

يتبنى صندوق قطر للتنمية نهجا شاملا لتقديم المساعدات الإنسانية سريعة الاستجابة والفعالية. ويركز على تقييم الاحتياجات من أجل تحديد المجالات ذات الأولوية وذلك من خلال الزيارات الميدانية، كما يتعاون بشكل وثيق مع المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والشركاء المحليين المتواجدين على الأرض في تقييم هذه الاحتياجات. وتشمل استراتيجيات “صندوق قطر للتنمية” تمويل المشاريع التي تلبي احتياجات الإغاثة الفورية، مع دمج الحلول طويلة الأمد لبناء القدرة على الصمود وتعزيز التنمية المستدامة. ومن حيث الفعالية، يركز الصندوق على المبادرات التعليمية والبحثية التي تساهم في التنمية المستدامة والتعافي بعد انتهاء النزاعات. ويشمل ذلك دعم برامج التعليم للاجئين والنازحين، فضلاً عن تشجيع الأبحاث حول حل النزاعات وقضايا التنمية. ومن بين المبادرات الرئيسة التي أطلقها مبادرة “النساء في مناطق النزاعات” التي تدعو إلى توفير حماية أكبر للنساء في حالات النزاعات، وتضمن إشراك النساء في جميع جوانب عمليات بناء السلام وحل النزاعات.

يركز الصندوق على تقييم الاحتياجات من خلال الزيارات الميدانية والتعاون الوثيق مع المنظمات الدولية والمحلية مع التركيز على تمويل المشاريع التي تلبي احتياجات الإغاثة الفورية ودمجها مع الحلول طويلة الأمد التي تعزز التنمية المستدامة. 

هل يمكنك مشاركة بعض الأمثلة على هذه الشراكات المحلية والدولية، التي أنشأها صندوق قطر للتنمية لتحسين تأثير عمله الإنساني؟ كيف تساهم هذه الشراكات في الفعالية العامة لجهود الصندوق؟

كوّن “صندوق قطر للتنمية” شراكات محلية ودولية لزيادة فعالية عمله الإنساني. وهو يتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحكومات المضيفة لضمان التنسيق وتجنب ازدواجية الجهود. وتساهم هذه الشراكات في الفعالية العامة لجهود الصندوق من خلال الاستفادة من الخبرات والموارد والمعرفة المحلية لتنفيذ مشاريع مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات المحددة للمجتمعات المتضررة. يحمل هؤلاء الشركاء الرسالة نفسها التي يأخذها صندوق قطر للتنمية على عاتقه وهدفه المتمثل في الوصول إلى الحد الأقصى من الدعم الإنساني؛ مع التركيز على العمل مع الشركاء ذوي القدرة الأكبر على الوصول للمجتمعات والدول المحتاج للمساعدة.

يهدف صندوق قطر للتنمية إلى تمكين السكان من خلال وسائل مختلفة، بما في ذلك تعزيز التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية والتنمية الاقتصادية. كيف تعطي المنظمة الأولوية لهذه المجالات من حيث جهودها الإغاثية والإنسانية؟

يعمل صندوق قطر للتنمية على مواءمة جهوده مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. ويدعم الصندوق العديد من هذه الأهداف من خلال مشاريع وبرامج التنمية المستدامة والتي تعطي الأولوية لمجالات مثل التعليم والرعاية الصحية والتنمية الاقتصادية وتغير المناخ. وفي حين أن الإغاثة الفورية أمر بالغ الأهمية، فإن الصندوق يدرك أهمية معالجة الأسباب الكامنة وراء الأزمات والاستثمار في التنمية طويلة الأجل. ومن خلال إعطاء الأولوية لهذه المجالات، يهدف إلى تمكين السكان وإيجاد حلول مستدامة تمكن المجتمعات من التعافي والازدهار. وتشمل هذه الاستراتيجيات تقييم احتياجات المناطق المتضررة من أجل تحديد التحديات الرئيسة التي يمكن أن تشمل التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية، والبنية التحتية، والتنمية الاقتصادية. قد تتطور الأولويات بناءً على الظروف المتغيرة والدروس المستفادة من التدخلات السابقة بالإضافة إلى تقارير النتائج.

تولون أهمية كبيرة على ما يبدو للابتكار. هل يمكنك تسليط الضوء على أي حلول أو ممارسات مبتكرة اعتمدتها المنظمة لمواجهة التحديات في المجال الإنساني؟

يؤدي الابتكار دورًا مهمًا بالنسبة “لصندوق قطر للتنمية” في مواجهة التحديات، فنحن نسعى للاستفادة من التكنولوجيا، واستكشاف آليات تمويل جديدة، وتشجيع مبادرات البحث والتطوير لتعزيز كفاءة وفعالية تدخلاتنا. ومن بين المشاريع المبتكرة الكبرى تعاون الصندوق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مشروع “شبكة مختبرات التسريع” باعتبارها أكبر وأسرع شبكة تعليمية في العالم. وتدعم هذه الأساليب المبتكرة استيعاب تعقيدات التنمية والالتزام بمساعدة البلدان على إيجاد حلول أسرع وأكثر استدامة لتحقيق الأهداف التي حددتها خطة العام 2030. لذا فإن إيجاد حلول سريعة يعد أحد الأهداف الرئيسة للصندوق، الذي يواصل من خلال شراكاته، جهود استكشاف بروتوكولات جديدة، مدعومة بالأدلة والممارسات، لتسريع اختبار ونشر الحلول المبتكرة داخل البلدان وفيما بينها.

حلقة الوصل بين التنمية والإنسانية

في سياق الأزمات التي طال أمدها بشكل متزايد، ما هي المبادرات التي نفذها “صندوق قطر للتنمية” لسد الفجوات بين الجهود الإنسانية والإنمائية، وضمان استجابة أكثر ترابطاً واستدامة؟

في هذا المجال، نفذ “صندوق قطر للتنمية” مبادرات تعزز استجابة أكثر ترابطاً واستدامة. وهو يركز على دمج مناهج الإغاثة والإنعاش والتنمية لضمان الانتقال السلس من المساعدات الطارئة إلى التنمية طويلة الأجل. ويدعم الصندوق المشاريع التي تعزز القدرة على الصمود، وتأمين سبل العيش وبناء القدرات، وتعزيز الاعتماد على الذات والاستدامة في المجتمعات المتضررة، ومنها استكشاف مبادرات بناء القدرات مثل مبادرة “الرياضة من أجل التنمية والسلام” التي تعترف بالرياضة كأداة فعالة في الجهود الإنسانية والتنموية وبناء السلام وتدعم البرامج الميدانية لتعزيز القدرات المحلية والاستدامة. وتلعب مثل هذه المبادرات دوراً محتملاً في كسر الحواجز والوصمات المرتبطة بالإعاقة وغيرها من أشكال التهميش. ويتم استخدام مبادرة التنمية المستدامة كمنصة لدعم ذوي الإعاقة للمشاركة في الأنشطة الرياضية والترفيهية، وتعزيز الشمولية وتحدي الصور النمطية المجتمعية. وفي جانب الدعم والمناصرة، تركز برامج التنمية الاجتماعية والمبادرات المماثلة التي يقودها الصندوق على رفع مستوى الوعي حول القضايا الإنسانية المختلفة، مثل القضايا الصحية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والاستدامة البيئية. تركز الفعاليات والحملات التي يطلقها الصندوق على الوصول إلى جماهير أوسع لتكون بمثابة منصات للدعم والتأييد والتعليم للتغلب على الأزمات والتحديات في البيئات الهشة حول العالم.

من وجهة نظرك، ما هي التحديات والفرص الرئيسة في تعزيز العلاقة بين التنمية الإنسانية، وكيف يمكن لمنظمات مثل صندوق قطر للتنمية أن تساهم في تعزيز هذا النهج المتكامل على نطاق عالمي؟

يساهم صندوق قطر للتنمية في تعزيز هذا النهج من خلال المشاركة الفعالة في المنتديات الإنسانية والتنموية العالمية، والدعوة إلى زيادة التعاون، وتبادل الخبرات والممارسات الفضلى. ويؤكد الصندوق على أهمية مواءمة الجهود الإنسانية والتنموية لتحقيق نتائج أكثر فعالية واستدامة.

بالنظر إلى المستقبل، ما هي الخطط والالتزامات المستقبلية للصندوق لمواصلة تعزيز نهج الأثر الإنساني المستدام والمساهمة في استجابة إنسانية أكثر ترابطاً وفعالية في مواجهة الأزمات الطويلة الأمد؟

يلتزم “صندوق قطر للتنمية” بمواصلة تعزيز نهج التأثير الإنساني المستدام في المستقبل. ويخطط لتعزيز شراكاته وتوسيع نطاقه الجغرافي وزيادة مخصصات التمويل للمشاريع الإنسانية والتنموية. ويهدف الصندوق إلى لعب دور أكثر ترابطاً وفعالية في معالجة الأزمات طويلة الأمد من خلال التركيز على بناء القدرة على الصمود، وتشجيع الابتكار، والدعوة إلى تغيير السياسات نحو دعم أكبر للعمل الإنساني المستدام. وعند تطوير استراتيجية التأييد والمناصرة، يقوم الصندوق بتطوير خطط أساسية لسد الفجوة بين الاستجابات الإنسانية والتنموية. وتستند السياسات إلى المشاريع ذات الأولوية والمخصصة لتحقيق نتائج مستدامة ومعالجة التحديات المعقدة للأزمات الإنسانية.

المساءلة والحياد

يركز “صندوق قطر للتنمية” على الدعم المقدم إلى البلدان النامية على أساس احتياجات المستفيدين والمصالح المشتركة. كيف تقوم المنظمة بتقييم احتياجات البلدان المختلفة وتخصيص مساعداتها الإغاثية والإنسانية وفقاً لذلك؟ هل يمكنك توضيح عملية اتخاذ القرار؟

يقيّم صندوق قطر للتنمية احتياجات البلدان المختلفة من خلال عملية صارمة تتضمن مشاورات مع أصحاب المصلحة المعنيين، بما في ذلك الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمعات المحلية. تأخذ المنظمة في الاعتبار عوامل مثل شدة الأزمة، وضعف السكان وإمكانية التأثير المستدام. وتسترشد عملية صنع القرار باحتياجات المستفيدين وخبرة المنظمة في قطاعات محددة.

تعتبر المساءلة والشفافية أمرين حاسمين في أعمال الإغاثة والعمل الإنساني. كيف يضمن “صندوق قطر للتنمية” شفافية عملياته واستخدام الموارد العامة والخضوع للمساءلة؟ هل توجد آليات لمراقبة تأثير وفعالية جهود المنظمة؟

يلتزم صندوق قطر للتنمية بالمساءلة والشفافية من خلال الإدارة المالية الصارمة، والالتزام بالمعايير الدولية، والمراقبة والتقييم القويين. ويضمن تبادل المعلومات وإعداد تقارير الشفافية في العمليات واستخدام الموارد العامة. ولضمان استخدام الموارد العامة بفعالية وكفاءة، فإن الآليات المعتمدة تحدد مدى كفاءة النتائج وقياس مدى نجاح المشاريع ليتم نشرها عبر موقعها الإلكتروني، والتقارير الدولية، ومن خلال منصاتها الإعلامية الخاصة بالشراكة.

اطلع غيرك على هذا المقال

تعليقات

لا توجد تعليقات الآن.

اكتب تعليقا