منذ العام 2022، بدأت اللجنة الدولية وعلماء مسلمون بارزون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جهودًا مشتركة لرفع الوعي بضرورة حماية البيئة والتخفيف من آثار تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من النزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى. وفي هذا الإطار نظمت سلسلة من الندوات الإقليمية مع علماء مسلمين من السياقات التي تعمل فيها اللجنة الدولية من أجل استكشاف أوجه التقارب بين القانون الدولي الإنساني والقواعد الإسلامية بشأن حماية البيئة.
نظمت اللجنة الدولية ندوتين إقليميتين في حزيران/يونيو وتشرين الثاني/نوفمبر 2022 في عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية بمشاركة ستة عشر عالمًا وأكاديميًا مرموقاً من مصر والعراق والأردن والأراضي المحتلة واليمن جرى خلالهما تعريف المشاركين بالقضايا العالمية المتعلقة بالتدهور البيئي وتغير المناخ، وكيف تساهم النزاعات المسلحة، ولاسيما الأنواع الجديدة من الحروب، في التدهور البيئي.
وناقش المجتمعون التطابق بين القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية في هذا الصدد واتفقوا على أن القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية لهما أرضية مشتركة فيما يتعلق بحماية البيئة أثناء النزاعات المسلحة. كما تبادل العلماء المجتمعون تجاربهم الشخصية حول تأثير تغير المناخ والتدهور البيئي على سياقاتهم، وكيفية إيجاد السبل والوسائل لمعالجة هذه المشاكل على مستوى المجتمعات، بما في ذلك تطوير الرسائل الإسلامية الرئيسة لرفع مستوى الوعي البيئي.
وخلص العلماء إلى وضع عدد من الرسائل الشرعية الخاصة برعاية وحماية البيئة من المنظور الإسلامي منها أن الكون مخلوق من قبل الله، وهو متنوع بشكل جميل، وعلينا أن نسعى للحفاظ عليه بكل جماله وتذكر دائماً حق الأجيال القادمة في بيئة نظيفة وموارد كافية؛ كما أن التوازن البيئي هو أحد الأهداف النبيلة للشريعة الإسلامية في قوله تعالى: “إنا كل شيء خلقناه بقدر”. وأعتبروا أن الإضرار بالبيئة اعتداء على حقوق الآخرين وفقاً للقاعدة الإسلامية، “لا ضرر ولا ضرار” لاسيما وأن الإسلام يقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، والحفاظ على البيئة مصلحة عامة.
وأجمعوا على أن اللجوء إلى الشريعة الإسلامية في هذا الصدد يمكن أن يكون له دور مهم في التخفيف من الأضرار البيئية. ورأى العلماء أيضًا أن التعاون بين اللجنة الدولية والعلماء والأكاديميين المسلمين يمكن أن يساهم في توليد قدر أكبر من التفاهم والتعاون من خلال تقديم حجج مقنعة للتأثير على أطراف النزاع المسلح وحثهم على حماية البيئة.
وفي ما يلي مجموعة من المقالات والكلمات التي قدمها العلماء المشاركين خلال الندوة الثانية:
تعليقات