في شباط/ فبراير 2021، صدر عن دار النشر الأردنية «جبل عمَّان ناشرون» كتاب «عصافير زرقاء: قصَّة حرِّيَّة من قبضة الحرب» للكاتبة السورية الشابة إنجي جرُّوج، التي عاشت تجربة قاسية من النزوح واللجوء، دونتها وهي في سنِّ السادسة عشرة لتعبِّر عن معاناة الأطفال تحت نير الحروب. 

تستند القصَّة إلى أحداثٍ وتفاصيل واقعيَّة، عاشتها الكاتبة، وأحداثٍ أخرى حصلت مع آخرين من حولها خلال فترة النزاع الذي استعر في بلدها سورية.

اختارَتْ إنجي أن تكونَ شخصيَّتُها الرئيسيَّة ولدًا؛ لأنَّها أرادَتْ أن تكونَ قصَّةَ كلِّ أطفالِ سورية، بعيدًا عن أيَّةِ أجنداتٍ سياسيَّةٍ أو طائفيَّةٍ أو دينيَّة، لتُجسِّدَ صوتَ الطُّفولةِ وبهجَتَها المسلوبةَ أمام عنفوان آلةِ الحرب وقسوتِها.

تقول إنجي في مقدمة الكتاب: «كتبتُ هذه القصة وأنا في سن السادسة عشرة، وكلي إيمان بأن مثل هذه الصرخة تستحق أن تُقدَّر ويُشعر بها، فهي ليست مجرد صرخة طفل سوريٍّ، بل هي صرخاتُ كلِّ الأطفال السوريِّين في صرخةٍ واحدة».

والمؤلفة من مواليد مدينة حمص السوريَّة عام 2001. وأمضَتْ حياتها هناك حتَّى اندلعت الحرب في سورية، حيث اضطُرَّتْ وعائلتها إلى النُّزوح، ولم يصلوا إلى الاستقرار إلى اليوم. قُبِلت إنجي في سنِّ السادسة عشرة في إحدى «مدارس العالم المتَّحدة»، بمنحةٍ دراسيَّةٍ لدراسة البكالوريا الدوليَّة في جمهورية البوسنة والهرسك.

والكتاب يسلِّط الضوء على دور الفنِّ ورواية القصص في معالجة المشاعر والتجارب الصعبة وخلق وعي عامٍّ بطريقة عاطفية كما يظهر مهارات اللاجئين ومواهبهم.

في مستهل القصة، تسرد إنجي بلغة سهلة ومعبرة حياتها كطفلة، مستهلة برسم صورة للمكان الذي دارت فيه الأحداث : «في شمال وسط سورية، على الضفة الشمالية لنهر الفرات، ترقص مدينة الرقة تحت شمس مشرقة وعلى أرض عسلية تتخللها بعض الخضرة التي تتزايد ما إن اقتربنا من هذا النهر الكريم. هناك في شارع بسيط من حي أبسط كنت أعيش مع عائلتي الصغيرة».

وتصف إنجي وضع بطل القصة الذي عاش في كنف أب وأم حنونين. كان الأب «ماردًا سحريًّا، كنت أومن بأن عضلات يديه تستطيع حمايتي وبأن عينيه قادرتان أن تعرفا ما أريده، لتلبياه حالًا». كانت إنجي طفلة سعيدة بعطف أبيها وبحنان أمها: «كان حضن أمي دافئًا ومريحًا، فكان باتساعه كأنه مدينتي».

لكن سرعان ما انقلب الحال، وتحولت هذه البساطة والوداعة والأيام الجميلة التي تتوالى أحداثها بسلاسة طبيعية إلى النقيض. تكتب: «وفي أحد الأيام وقع ما يصعب جدًّا تصديقه…».

تصف إنجي المشهد: «أخذتِ الحربُ منَّا كلَّ شيء منذ أن كنتُ في سنِّ السادسة. في البداية ظننَّا أنَّها ستنتهي خلال أسابيع أو أشهر لكنَّها لم تترُكْنا. أتى الحصار إلى مدينتنا ومعه الخوفُ والجوع وكلُّ ما يمكن أن يحرق قلبَ صغيرٍ مثلي».

ويتضمن الكتاب رسومات من عمل الفنان حسان مناصرة الحاصل على جوائز عربية وعالمية عدة، أعطت غنى ومعنى أكبر للقصة، حسبما يقول بيان عن دار النشر الأردنية «جبل عمَّان ناشرون».

نُشر هذا الموضوع في عدد مجلة الإنساني رقم 68 الصادر في ربيع/ صيف 2021. للاطلاع على محتويات العدد، انقر هنا. لتصفح العدد كاملًا، انقر هنا

 

للحصول على نسخة ورقية من المجلة، يمكنكم التواصل مع بعثاتنا في المنطقة العربية، وهم سيزودكم بإذن الله بما تحتاجون إليه من أعداد المجلة الحالية أو السابقة. انقر هنا لمعرفة عناوين وبيانات الاتصال.