نحن النساء الفلسطينيات في ميدان العمل الإنساني

العدد 61 / من الميدان
إعداد: فريق الإعلام في بعثة اللجنة الدولية بالأراضي الفلسطينية المحتلة

نحن النساء الفلسطينيات في ميدان العمل الإنساني

امرأة من قطاع غزة تعمل بهمة في حصاد محصولها. 9 مايو 2011. تصوير: إياد البابا/ اللجنة الدولية.

لطالما كانت المرأة الفلسطينية في مقدمة الصفوف، تحاول الحفاظ على الأسرة، وتجاهد للحفاظ على التضامن والسلم الأهلي أثناء الظروف العصيبة. وفي ميدان العمل الإنساني، هناك دور مشهود للنساء الفلسطينيات. هنا تستعرض أربع نساء فلسطينيات، بأصواتهن معنى أن تكوني امرأة عاملة في فلسطين
عندما يأتيك النداء وأنت تعمل في المجال الإنساني، لا تستطيع إلا أن تلبيه. عند تواجدك في الميدان ينصب تفكيرك على ما يمكن فعله لمن يطلب المساعدة. أن تعمل في المجال الإنساني، معناه أنك قد تمشي أيامًا تنسى فيها ذاتك، وأن يكون تفكيرك منصبًّا كلية على الآخرين. أن تكوني امرأة عاملة في فلسطين، وخاصة في المجال الإنساني أو المجتمعي، يعني أن تتحلي بالصبر حتى في أشد الأوقات، وأن تمضي قدمًا بخطى واثقة نحو المستقبل وأن تكوني رمانة الميزان للمحافظة على التوازن ما بين حياتك العائلية والمهنية. فيما يلي نبذة عن العمل الإنساني لنساء فلسطينيات من القدس وغزة.
أمينة عبد الحق (30 عامًا)
محامية من سكان القدس، أعمل مديرة لبرنامج حقوقي في مؤسسة الرؤيا الفلسطينية، كما أنني متطوعة في جمعية مركز البستان. أتطرق في عملي لمواضيع لها علاقة بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. من وجهة نظري فإن العمل على مستوى السياسات والقوانين دون الانخراط الفعلي في العمل المجتمعي الميداني لا يعطي الأثر المنشود لعدم ثقة الناس، خاصة الفئات المهمشة من النساء والأطفال، بالقوانين والسياسات المفروضة.

أمينة عبد الحق، محامية من سكان القدس، وهي مديرة لبرنامج حقوقي في مؤسسة الرؤيا الفلسطينية

تعاني النساء في القدس، كما غيرها من المدن، من مشاكل عديدة منها الاضطهاد وسيادة المجتمع الذكوري، فأبسط الحقوق كالرواتب وساعات العمل دليل واضح على هذا الاضطهاد الموجه ضد المرأة. في بعض الأحيان، ومع عجز الحكومة في تلبية احتياجات المجتمع، تُجبر النساء على القبول بشروط عمل غير ملائمة. وهنا يأتي دور المؤسسات المجتمعية لتعريف النساء والفئات المهمشة بحقوقهم وكيفية تجنب أشكال الاضطهاد الممكنة والحد منها.
من أهم التحديات التي نواجهها كنساء هي النظرة الذكورية للمجتمع التي تقلل وتنتقص من قدرات النساء. هذا علاوة على العادات والتقاليد التي تحد من حركة المرأة وتنقلاتها وتواجدها في الفضاء العام. كذلك، هناك الأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية السيئة والتي تحد من قدرات المرأة.
طموحي، خلال السنوات العشر المقبلة، أن أبقى في بلدي وأن أداوم على العمل المجتمعي والتطوعي مع النساء والأطفال لما له من تأثير إيجابي على نفسيتي وإعطاء الشعور بالرضا الذاتي. كما أطمح في العمل على تعديل القوانين المتعلقة بالنساء (كقانون العمل وقانون الأحوال الشخصية) من أجل منح النساء حرية أكبر ومكانة أفضل في المجتمع.
 نائلة عمران جويلس (38 عامًا)
من سكان القدس، وحاصلة على شهادتي بكالوريوس وماجستير في علوم الحاسوب من جامعة القدس، وشهادة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة نورثويسترن الأميركية. لديَّ خبرة واسعة في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالقطاع الخاص والشباب والتعليم والقطاع المهني في القدس. إضافة لعملي ناشطة في مجال حقوق الإنسان، أعمل حاليًّا مديرة عامة لمؤسسة الملتقى الفكري العربي في القدس.

نائلة عمران جويلس، من سكان القدس، وهي مديرة مؤسسة الملتقى الفكري العربي في القدس. تصوير: اللجنة الدولية

تواجه المرأة أو الفتاة الفلسطينية العاملة الكثير من التحديات من خلال عملها. فالوضع الأمني والاقتصادي يلقي بظلاله على مجالات الحياة كافة، من تضييق الخناق والحد من الحركة وارتفاع تكاليف المعيشة. ومع ذلك، فوجودي في القدس أمر غاية في الأهمية بالنسبة لي، فهو يعني الصمود والثبات والعمل من أجل فئة مستهدفة ومهمشة على الصعيد المحلي والدولي.
تفتقر القدس إلى الحياة الثقافية بشكل عام. يضرب السكون المدينة بالليل، حيث تغلق المحلات أبوابها عند الساعة السادسة مساءً. وفي ظل الوضع الراهن أصبحت تفتقر إلى الأمان، إضافة إلى الحواجز التي تفصل الأحياء عن بعضها، وساعات الانتظار الطويلة من أجل الوصول إلى قلب المدينة. هنالك بعض المؤسسات الثقافية والفكرية الفاعلة التي تعمل بشكل حثيث لتقديم برامج ثقافية متنوعة، تحاول جذب المقدسيين للمشاركة فيها، ولكن الظروف التي ذكرتها سابقًا تحد من المشاركة في العديد من النشاطات. أتمنى، خلال السنوات العشر المقبلة، أن يكون لي مشاركة فاعلة في وضع السياسات والآليات المتعلقة في عمل المرأة ومشاركتها في الميادين كافة. وأتمنى أن تكون هنالك مشاركة أوسع للمرأة في العمل وصنع القرار.
نهيل بزبزت (28 عامًا)
من سكان القدس، متزوجة وأم لطفل اسمه أحمد. أعمل منسقة لبرامج المرأة والشباب في جمعية الشابات المسيحية في القدس الشرقية. كما أنني متطوعة في اتحاد لجان المرأة الفلسطينية. أعمل في مجال المرأة والشباب، لأنني أشعر بأن النساء بشكل عام ونساء القدس وشبابها بشكل خاص بحاجة إلى الدعم المستمر لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، خاصة إثراء معرفتهم بحقوقهم، والمطالبة بها، مما سيكون له الأثر الكبير بمساعدتهم في الاندماج في المجتمع بشكل أفضل.

نهيل بزبزت، من سكان القدس، منسقة برامج المرأة والشباب في جمعية الشابات المسيحية في القدس الشرقية. تصوير: اللجنة الدولية

يعتبر عدم الاستقرار الأمني والاقتصادي هو التحدي الأكبر الذي يواجهه أهالي مدينة القدس، الذي بدوره يؤثر على المرأة ودورها في المجتمع. إنهاك المجتمع بالضرائب المفروضة على المقدسيين والحياة المعيشية المرتفعة الثمن بالمقارنة مع الدخل للأفراد، من أكبر التحديات التي نواجهها وتؤثر على حياتنا بشكل يومي.
من أهم المعوقات التي تعاني منها النساء في القدس هو غياب الاستقرار الأمني مما يحد من النشاطات والفعاليات التي يمكن أن تُنظم في المدينة سواء على الصعيد العملي أو الشخصي. بالإضافة إلى تركيبة المجتمع المقدسي الذكورية، التي تحد من إمكانيات المرأة ونشاطاتها. ولذلك فعلى المرأة السعي الدائم لخلق المساحة المناسبة لها التي تمكنها من أداء دورها كامرأة فعالة في المجتمع مع الحفاظ على العادات والتقاليد. طموحي، خلال السنوات العشر المقبلة، أن أكون في منصب يعطيني المجال لدعم ومساندة الشباب والنساء بشكل أفضل.
سناء رجب (37 عاما)
من غزة، متزوجة وأم لطفلين. درست التمريض في الجامعة والتحقت بالعمل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر كمسؤولة ميدانية في قسم الصحة العام 2011، ولا زلت أعمل في هذه الدائرة حتى اليوم. أن أكون امرأة في غزة يعني لي التميز والتحدي والقوة والمثابرة والنجاح. يعني أن أستطيع تحقيق كل هذا. وضع غزة استثنائي على الجميع، ولكي تصل لهدفك عليك أن تتجاوز العديد من الصعاب والتحديات اليومية.

سناء رجب، من سكان قطاع غزة، وهي مسؤولة ميدانية في قسم الصحة باللجنة الدولية للصليب الأحمر. تصوير: اللجنة الدولية

في غزة، أنت دائمًا في حالة قلق وخوف من القادم المجهول، خاصة لامرأة عاملة وأم لأطفال. أود من ناحية أن أنجز وأقدم المساعدة للناس في أوقات الطوارئ. ومن ناحية أخرى أفكر في عائلتي التي أتركها خلفي في المنزل دون أن أدري هل سأعود إليهم سالمة أو أن أجدهم سالمين منتظرين عودتي.
أفخر بعملي مع مؤسسة إنسانية كاللجنة الدولية للصليب الأحمر لما له من أثر طيب في مساعدة الناس. أنا كفرد وحيد في المجتمع لا أستطيع المساعدة بالمستوى والفعالية نفسها التي تقدمها مؤسسة كبيرة كاللجنة الدولية. في إطار عملي في اللجنة الدولية، ألمس التأثير على الأرض لأننا كمجموعة نسير في اتجاه واحد ولتحقيق الهدف ذاته وهذا يحفز بشكل كبير في إنجاز العمل وتقديم الخدمة لمن في حاجة لها. طموحي، خلال السنوات العشر المقبلة، أن أرى نفسي في قمة نجاحي في مهنتي وأمًّا مثالية لأولادي. أود أن أكون قد أتممت دراساتي العليا في مجال الصحة كي أتمكن من تقديم المساعدة بشكل أكبر.

نُشر هذا الموضوع في العدد رقم 61 (ربيع/ صيف 2016) من مجلة «الإنساني».

اقرأ أيضا: 

سهير زقوت، هذا البحر لي

إيكو باوتيستا جارسيا، البسمة عندما تجعل غزة وطني الثاني

اطلع غيرك على هذا المقال

تعليقات

لا توجد تعليقات الآن.

اكتب تعليقا