دخان يتصاعد من المباني في حلب السورية في كانون أول/ديسمبر 2016. الصورة من رويترز.
يتناول ملف هذا العدد من «الإنساني» قضية «الحروب الجديدة»، وهي شكل من أشكال النزاعات المسلحة، فيه تقف الدول وجيوشها النظامية في مواجهة تنظيمات مسلحة متنوعة المشارب والإيديولوجيات. تفرض هذه الحروب تحديات جمة على البشرية والقانون الدولي والقضاء، فهي مثلا تشكك في أساس الفلسفة الراسخة للحرب بأنها امتداد للسياسة. إذ يغيب منطق السياسة عن هذه الحروب، وتبدو وكأنها مشروع للعنف المطلق، ضحاياه الأساسيون هم المدنيون. نحاول في هذا الملف قراءة مغزى ومعنى «الحروب الجديدة» وتأثيراتها، نبحث في أنماطها وملامحها الرئيسة، بالإضافة إلى الحدود والعقبات في التعامل القانوني والقضائي مع هذه الحروب وما تخلفه من مآس.
في هذا العدد أيضا ذهبنا إلى اليمن، حيث الصراع المُسْتَعِر، فرصدنا «دُجَى الموتى وأحزان البيوت… « على حد تعبير شاعر اليمن الكبير عبد الله البردوني (1929-1999) ووقفنا على وضع المدنيين في البلاد، وحال موظفي العمل الإنساني هناك. في هذا العدد أيضا تقصينا حقيقة كيف يمكن للمبادرات والأفكار الصغيرة أن تقلب حياة الناس إلى الأفضل: في غزة حيث الشباب يوظف الإبداع لمواجهة الحصار والحرب؛ وفي مصر تروي صحافية تجربة ربع قرن من العمل مع نزيلات السجون. كما يتطرق العدد في تقارير من الميدان للوضع الإنساني المتدهور في جنوب السودان، وتحدى توفير مياه الشرب في حلب السورية، والتحرش ضد النساء في مصر وأثره في تغييبهن عن المجال العام.
ينقب العدد في أرشيف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فنقرأ عن جهود المنظمة في أزمات الشرق الأوسط عبر ثلاثة عقود مهمة (1947-1975) من تاريخ هذه المنطقة. وأخيرا وليس آخرا، اخترنا في سياق إحياء الذكرى السبعين لكارثة إلقاء القنبلة النووية على مدينة هيروشيما اليابانية (وقعت صبيحة يوم 6 آب/ أغسطس 1945)، نص شهادة من طبيب ياباني يسرد التفاصيل المهولة لذلك اليوم المشؤوم في تاريخ البشرية الحديث.
تعليقات