مجلة الإنساني العدد 29 (خريف 2004): دارفور مأساة إنسانية معقدة

قضايا إنسانية

مجلة الإنساني العدد  29 (خريف 2004): دارفور مأساة إنسانية معقدة

مبادئ لا غنى عنها

أخذت هذه المجلة على عاتقها، منذ إصدارها، أن تشرك قراءها في هموم المعاناة التي يتحملها ضحايا النزاعات المسلحة، كما يتحملها معهم ممثلو العمل الإنساني. والمتابع لما تنشره باستمرار يجد أن هؤلاء الضحايا، خاصة في فلسطين والعراق والسودان، كانت آلامهم هي التي تقع موضع الصدارة من اهتمام “الإنساني”.

بعض هذه الآلام كان العاملون في اللجنة الدولية يكدون في العمل بصمت من أجل التخفيف من ويلاتها، أما البعض الآخر، فكان يمثل ما لا بد من الحديث بشأنه في العلن.

على سبيل المثال: كان ضروريًا كسر حاجز الصمت عن ما خلفته العقوبات الاقتصادية على العراق طوال التسعينيات، أو ما خلفه العنف من معاناة للسكان الفلسطينيين تحت الاحتلال، أو ما جسده وضع السجناء في غوانتانامو من مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني، وذلك ضمن أمور كثيرة عكست مدى البؤس الذي يعيش فيه إنسان هذا العصر الجديد نتيجة للعنف والنزاعات المسلحة.

في هذا العدد، يجد القارئ تناولًا لقضية راهنة نرى أن هناك ضرورة قصوى لكسر حاجز الصمت عنها، وهي المأساة الإنسانية التي تحدث في “دارفور” غرب السودان.

ويعد الوضع الناجم عن النزاع في غرب السودان بمثابة حالة الطوارئ الإنسانية الأكثر إلحاحًا بالعالم في اللحظة الراهنة. فقد اضطر نحو مليون شخص إلى التخلي عن ديارهم من بينهم ما يزيد على مائة ألف شخص فروا إلى تشاد المجاورة، مما كبح قدرة هذا البلد على مواجهة الوضع؛ كما قتل ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص في النزاع الدائر بين القوات الحكومية وميليشيا الجنجويد من جهة والقوات المتمردة وجيش حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة من جهة أخرى. وقد حذرت وكالات الإغاثة من أن آلاف الأشخاص معرضون لخطر الموت جوعًا، وأن الأوضاع مرشحة لمزيد من التدهور مع بداية موسم الأمطار.

في مقال له بجريدة الرأي العام السودانية، يقول الدكتور خالد المبارك: “إن الألغام المرئية في السودان أخطر من الألغام المدفونة (…) وأن أخطر هذه الألغام المرئية هي الميليشيات”.

وجنبًا إلى جنب مع السباق الإنساني لتدارك حجم المأساة الجارية في دارفور، فإن من الضروري كما يقول الكاتب: “إيجاد سبل بديلة لكسب العيش لأفراد هذه الميليشيات، متزامنة مع قرارات نزع سلاحها”، بالطبع لكي يتم استئصال المشكلة من جذورها.

في هذا العدد أيضًا، يجد القارئ ملفًا حول القضايا الإنسانية الراهنة التي تفاقمت بتفاقم أوضاع النزاعات المسلحة في الشرق الأوسط، خاصة بعد الحرب على العراق، وما جلبته هذه الحرب من تحديات هائلة أمام العمل الإنساني، الذي يجد لزامًا عليه أن يعيد قراءة خرائطها وفك رموزها وشفراتها بالدأب الواجب بغية تحقيق شروط تمكنه من القيام بدوره، أي الوصول إلى تفاهم مع كافة أطراف النزاعات، وتذكيرها بضرورة التزامها بالقانون، وقبل كل شيء بالقيم التي لا خلاف عليها بين الناس جميعًا بوصفهم بشرًا، وذلك من أجل مزيد من الحماية لصالح كافة الضحايا.

ومن أجل تقديم عرض واف نسبيًا لتلك التحديات، يجد القارئ عددًا من الموضوعات التي حررها نخبة من المفكرين والكتاب، لتبيان جوانب المشكلات الراهنة التي يواجهها العمل الإنساني سواء بالعالم، أو بمنطقة الشرق الأوسط، التي يصفها الدكتور محمد السيد سعيد بأنها مصابة بلعنة تجعلها تعاقب نفسها!!

أما السبيل إلى الخلاص من هذه اللعنة، ووضع حد لهذا العقاب، فهو ما يجب أن يكون الشغل الشاغل للشعوب وللنخب الفاعلة، التي عليها أن تضيف إلى حساباتها الجيو استراتيجية، السياسية والاقتصادية، حسابات المبادئ الإنسانية التي لا غنى عنها لحياة المجتمع البشري.

محتويات العدد

دارفور مأساة إنسانية معقدة

 الآثار الإنسانية لصراع دارفور

 دارفور: طريق في أرض محترقة

 اللجنة الدولية في غرب السودان: سباق إنساني لتدارك المأساة

سؤال وجواب: التكتم وزيارة السجون

 بشر يصارعون الحياة

 اللجنة الدولية وأهالي الفلوجة

الملف: صراعات الشرق الأوسط والعمل الإنساني

بيئة دولية وإنسانية شائكة

 هل لا يزال للحياد معنى؟

 صراعات الشرق الأوسط: منطقة تعاقب نفسها

 العراق: مساعدات إنسانية عاجلة

 العراق: حين ينهار عالم الإنسان

 العراق: شيء من تجربة مستمرة

 الإسلام والقانون الدولي الإنساني

 أفريقيا .. استيقظي (شعر)

 وثيقة: اتفاقية مناهضة التعذيب

 من أركان العالم

 بلا رتوش: صوت نفير نحاسي صغير

 إصدارات

اطلع غيرك على هذا المقال

تعليقات

لا توجد تعليقات الآن.

اكتب تعليقا