تأخذ اللجنة الدولية للصليب الأحمر مسألة المعلومات المغلوطة والمعلومات المضللة في أثناء النزاع المسلح على محمل الجد وتكرس نفسها لإيجاد طرق فعالة لمعالجة هذه المشكلة وعواقبها. وفي هذا السياق، أصدرت اللجنة الدولية «الدليل العملي بشأن المعلومات المغلوطة والمضللة وخطاب الكراهية»، وفيه نجد محاولة لتقديم تعريفات منضبطة حول كثير من المفاهيم المتعلقة بالمعلومات المغلوطة والمضللة.
المعلومات المغلوطة والمضللة وخطاب الكراهية
مصطلح شامل لأي حالة تكتسب فيها المعلومات القدرة على تعريض السكان المعنيين (الأشخاص المتضررين من النزاع المسلح وكذلك العاملين في المجال الإنساني والمتطوعين) لخطر جديد أو متزايد له عواقب إنسانية. و«إمكانية» الإضرار هذه تتجسد من خلال انتشار المعلومات الضارة ويمكن أن تتفاقم بسبب الديناميات الاجتماعية والثقافية والتاريخية الكامنة، مثل التوترات الاجتماعية أو السياسية القائمة وافتقار الناس إلى المعرفة الرقمية أو التفكير الناقد عند تصفح المعلومات عبر الإنترنت والافتقار إلى مصادر موثوقة ودقيقة للمعلومات أو الاعتماد المفرط على مصادر تفتقر إلى المهنية، على سبيل المثال المواقع الإلكترونية الاستفزازية التي تتظاهر بأنها مواقع «إخبارية».
المعلومات المضللة
هي معلومات كاذبة ملفقة أو تُنشر بنوايا خبيثة. و«الأخبار المزيفة» – تحديدًا – هو مصطلح شائع يشير إلى التضليل المتعمد أو الخدع المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي أو غيرها من المنافذ عبر الإنترنت. ولكن مصطلح «الأخبار المزيفة» واجه انتقادات لإخفاقه في إبراز الطرق العديدة التي يمكن من خلالها استخدام المعلومات كناقل للضرر ومقوِّض للصحافة المهنية.
المعلومات المغلوطة
معلومات كاذبة ينشرها أفراد معتقدين بصحتها أو لم يأخذوا الوقت الكافي للتحقق منها.
الدعاية الموجهة
استخدام معلومات، غالبًا ما تكون غير دقيقة أو مضللة، للترويج لوجهة نظر معينة أو للتأثير على جمهور مستهدف. قد تحتوي الدعاية على بعض عناصر الحقيقة، لكنها غالبًا ما تعرضها بطريقة منحازة. وعندما يتم تسهيل الدعاية عن طريق استخدام إعلانات رقمية أو خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من الاستراتيجيات الاستغلالية، فإنها تُعرف باسم الدعاية الحاسوبية الموجَّهة.
المعلومات الملغومة
معلومات صحيحة ولكنها تُنشَر بقصد إحداث ضرر (على سبيل المثال، تشويه سمعة شخص ما).
المَزارع
يشير مصطلح «مزرعة» (Farm)، في سياق المعلومات المغلوطة والمضللة وخطاب الكراهية إلى توظيف مجموعات كبيرة من العاملين (غالبًا بأجور منخفضة) للقيام بعمل معين عبر الإنترنت. على سبيل المثال، تطلب مزرعة النقرات (click farm) من العاملين النقر على روابط معينة أو إعلانات أو زر الإعجاب. قد يكون هذا النشاط بغرض زيادة الأرباح بطريقة الدفع عند النقر (pay-per-click). أما مزارع التهييج الرقمي (troll farms) فتطلب من العاملين نشر محتوى تحريضي أو استفزازي عمدًا بهدف إثارة نزاع أو اضطراب عبر الإنترنت.
خطاب الكراهية (Hate speech)
هو جميع أشكال التعبير (النصوص والصور والملفات الصوتية) التي تنشر الكراهية والعنف أو تحرض عليهما أو تروجهما أو تبررهما على أساس إقصائي متعصِّب، وعادةً ما يكون هذا الخطاب موجَّهًا ضد سمات الهوية (الجنس، والدين، والعرق، والتوجه الجنسي، وما إلى ذلك). وعند مشاركة هذه الأشكال من التعبير أو تضخيمها من خلال الوسائل الرقمية، يمكن الإشارة إلى ذلك باسم خطاب الكراهية الرقمي.
عمليات التأثير المعلوماتي
وتشير إلى الاستخدام الاستراتيجي والمحسوب للمعلومات وأنظمة تبادل المعلومات بغرض التأثير في المجتمع أو إثارة الاضطرابات أو الانقسامات بين أفراده. ويمكن أن تتضمن عمليات التأثير المعلوماتي جمع المعلومات الاستخباراتية عن أهداف محددة أو حملات التضليل أو تجنيد مستخدمين مؤثرين عبر الإنترنت.
الشائعات
معلومات تنتقل بسرعة من شخص إلى آخر، غالبًا من دون التحقق من صحتها.
ربما تكون نقطة انطلاق الشائعات معلومات مغلوطة أو معلومات مضللة. وما يميزها عن غيرها هو مدى انتشارها، ما يجعل من المستحيل تتبع مصدرها والتحقق منه من أجل تقييم المصداقية.
التطرف والتجنيد عبر الإنترنت
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات أو المنافذ الإلكترونية الأخرى كأدوات دعاية دولية موجَّهة لنشر مفاهيم متطرفة. يشمل هذا الاستخدام استهداف وتجنيد مؤيدين محتملين لمواقف متطرفة من قضايا معينة، بل وتنسيق العمليات بين أفراد منتشرين في بقع جغرافية متنوعة.
خطف الوسم (الهاشتاغ)
هي عملية استخدام الوسم بطريقة مختلفة عما قصد به في الأصل، وعادةً ما يتم ذلك بواسطة طرف ثالث يتطلع إلى إبراز نفسه أمام الجمهور المستهدف أو تحريف مسار محادثة ما. على سبيل المثال، خلال كأس العالم عام 2014، كثيرًا ما حرَّف تنظيم الدولة الإسلامية الوسوم الشائعة (#WC2014, #France, Brazil2014)، وحوَّلها إلى تغريدات دعائية موجَّهة، من أجل تعزيز انتشار فكر تنظيم الدولة الإسلامية.
العواقب الإنسانية
يمكن أن تشير «العواقب الإنسانية» إلى موجات النزوح والموت والاختفاء وخسارة الممتلكات أو تدميرها وضياع مصادر الدخل، والأذى أو الضرر الجسدي والعقلي/النفسي والاجتماعي، والوصم وتشتت أفراد الأسرة، أو الحرمان من الحصول على الخدمات (التعليم، الصحة، المأوى، الغذاء).
ويمكن أن تتمثل العواقب الإنسانية أيضًا في ظهور أو تفاقم الاحتياجات القائمة إلى المساعدات الإنسانية، وهي الاحتياج إلى المأوى والغذاء والمواد الأخرى والرعاية الطبية والدعم النفسي والنفس – اجتماعي والدعم الاقتصادي والحصول على الخدمات والحصول على المعلومات المناسبة على المستوى المحلي وفي الوقت المناسب، والدعم والمشورة القانونيَّين والوصول إلى الإنترنت.
اقرأ أيضا
بين تسليح المعلومات وأنسنتها: التقنيات الرقمية سلاح ذو حدين
سيدريك كوتر، اللجنة الدولية في مواجهة الأخبار الكاذبة: كشف وقائع ما حدث في الحرب العالمية الأولى
أودري ماكاي، الحرب وعالم «ما وراء الحقيقة»: ثلاثة دروس مستفادة من التاريخ
Comments