القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية في النزاعات المسلحة المعاصرة- تقرير

قانون الحرب

القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية في النزاعات المسلحة المعاصرة- تقرير

ICRC

نشرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مؤخرًا تقريرًا هو ثمرة حلقة عمل نظمت على مدى يومين للخبراء في القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية وعقدت في جنيف بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر يومي 29 و30 تشرين الأول/أكتوبر 2018.

وشارك خبراء من 23 بلد في حلقة العمل هذه وناقشوا في إطارها خمسة مواضيع تشكل مصدر اهتمام وقلق في عالمنا المعاصر، وهي: سير العمليات العدائية، وحماية الرعاية الصحية، والاحتجاز في النزاعات المسلحة، والحماية الخاصة للأطفال، والإدارة السليمة والكريمة لجثث الموتى.

ويقدم التقرير عرضاً للمناقشات التي دارت خلال حلقة العمل. ونظر المشاركون في المواضيع المذكورة أعلاه من منظور القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية والخبرة الميدانية.

وتضمنت الأهداف العامة لحلقة العمل تعزيز التعاون بين الخبراء في القانون الدولي الإنساني وعلماء الشريعة الإسلامية، وإتاحة الفرصة للعلماء المسلمين لمناقشة التحديات الميدانية والقانونية التي تواجه اللجنة الدولية في السياقات الإسلامية.

وذكر أحمد الداودي، وهو مستشار قانوني (الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي)، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الذي أعد وحرر التقرير أن ثلثا عمليات اللجنة الدولية تقريباً في بلدان إسلامية حيث تتزايد النزاعات المسلحة؛ وتخصص اللجنة الدولية نسبة مماثلة من ميزانيتها لهذه العمليات. وتعمل اللجنة الدولية منذ ما يقرب من ثلاثة عقود على إشراك المؤسسات الإسلامية وعلماء الشريعة الإسلامية أو تسعى إلى إشراكهم في الجهود التي تبذلها من أجل حماية ضحايا النزاعات المسلحة في هذه البلدان ومساعدتهم.

وتمثل الشريعة الإسلامية أحد أقدم النظم القانونية القائمة، وقد وضعت قواعد مفصلة تنظم كيفية خوض الحروب. ولذلك، برزت الأهمية القصوى لتعاون اللجنة الدولية – على الرغم مما لديها من خبرة قانونية وميدانية – مع خبراء من مختلف المشارب في العالم الإسلامي والاستفادة من معارفهم من أجل تعزيز احترام القانون الدولي الإنساني وتخفيف معاناة ضحايا النزاعات المسلحة في البلدان الإسلامية.

وقد جمعت حلقة العمل هذه خبراء مرموقين في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي الإنساني من 23 بلداً – في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية – وسنحت لهم فرصة مناقشة عدد من التحديات المحددة المتصلة بالقانون الدولي الإنساني في النزاعات المسلحة المعاصرة. ومُثّلت سائر بقاع العالم الإسلامي في حلقة العمل؛ وشارك فيها أيضاً خبراء في الشريعة الإسلامية من أوروبا وأستراليا وأمريكا الشمالية.

وأثرى تنوع مجالات خبرة المشاركين وخلفياتهم المهنية – بعضهم أكاديميون وينتمي البعض الآخر منهم إلى مؤسسات ومنظمات إسلامية ودولية مختلفة – أيما إثراء المناقشات التي دارت في حلقة العمل بشأن التحديات المعقدة التي تنشأ في النزاعات المسلحة المعاصرة.

ومهدت حلقة العمل هذه السبيل أمام تعزيز التعاون بين علماء الشريعة الإسلامية واللجنة الدولية. وتضمنت أهدافها العامة تعزيز التعاون بين الخبراء في القانون الدولي الإنساني وعلماء الشريعة الإسلامية، وإتاحة الفرصة أمام هؤلاء الخبراء لمناقشة التحديات الميدانية والقانونية التي تواجه اللجنة الدولية في السياقات الإسلامية. وتمثلت أهداف حلقة العمل فيما يلي:

1 – تمكين خبراء القانون الدولي الإنساني والخبراء في الشريعة الإسلامية من مناقشة التحديات المتصلة بالقانون الدولي الإنساني والناشئة في النزاعات المسلحة المعاصرة، ولا سيما في العالم الإسلامي، والأنشطة التي تضطلع بها اللجنة الدولية في هذا الصدد؛

2 – إثراء استراتيجيات اللجنة الدولية وسياساتها الإقليمية بالتوصيات التي يقدمها الخبراء في الشريعة الإسلامية؛

3 – تحفيز اهتمام العلماء والخبراء بإجراء بحوث في القضايا الميدانية والقانونية موضع المناقشة في حلقة العمل؛

4 – استكشاف إمكانيات التعاون بين اللجنة الدولية والخبراء في الشريعة الإسلامية بصفتهم الشخصية و/أو في إطار مؤسساتهم؛

5 – طرح مواضيع للمناقشة في حلقات العمل التي ستنظم مستقبلاً للخبراء في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي الإنساني.

وينقسم هذا التقرير إلى ثلاثة أجزاء، ويتألف الجزء الأول منه من عرضين يتناولان عمليات اللجنة الدولية في البلدان الإسلامية، وقد قدم هذين العرضين السيد إيف داكور، المدير العام للجنة الدولية، والسيدة آن كوينتين، رئيسة وحدة الخدمات الاستشارية في مجال القانون الدولي الإنساني باللجنة الدولية.

وركز السيد إيف داكور على أهمية الحوار الذي تجريه اللجنة الدولية مع المؤسسات الإسلامية وعلماء الشريعة الإسلامية؛ ووصف أيضاً مدى تعقيد البيئة التي تعمل فيها اللجنة الدولية، واقترح طرقاً لتوفير حماية ومساعدة أكثر فعالية للمتضررين من النزاعات المسلحة. وبيّنت الدكتورة كوينتين بعض الاتجاهات المشتركة بين النزاعات المسلحة المعاصرة التي يمكن ملاحظتها أيضاً في البلدان الإسلامية.

ويتألف الجزء الثاني من نصوص العروض التي أدلى بها المتحدثون في ست جلسات وموجزات عن المناقشات التي أعقبت كل عرض. وقُدّم عرضان خلال الجلسة الأولى. ويمثل العرض الأول، الذي قدمته السيدة ليندسي كامرون، رئيسة وحدة المستشارين القانونيين المتخصصين باللجنة الدولية، وصفاً مختصراً للقانون الدولي الإنساني – كونه مجموعة من القوانين التي تنظم النزاعات المسلحة – ويتطرق بإيجاز إلى التحديات التي يواجهها في الوقت الراهن.

أما العرض الثاني فقد قدمه السيد أحمد الداودي، المستشار القانوني في الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي باللجنة الدولية، وعرض فيه مختلف المبادئ الإنسانية المكرسة في الشريعة الإسلامية التي يمكن أن تساعد في تعزيز احترام القانون الدولي الإنساني في النزاعات المسلحة المعاصرة في السياقات الإسلامية وتخفيف معاناة الأشخاص المتضررين.

وكان الهدف من تقديم هذين العرضين إيجاد سياق لمناقشة خمسة تحديات محددة تواجه اللجنة الدولية أثناء النزاعات المسلحة. وتضمنت الجلسات الخمس الأخرى عروضاً تناولت هذه التحديات الخمسة من منظور القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية والخبرة الميدانية. ويتضمن الجزء الثالث استنتاجات حلقة العمل وتوصياتها.

للحصول على نسخة من التقرير، اضغط هنا.

نشرنا في السنوات الأخيرة مساهمات عدة حول قواعد الحرب في الإسلام. انظر:

أحمد الداودي، حماية المدنيين في قلب قانون الحرب في الإسلام

أحمد الداودي، التعامل مع الموتى من منظور الشريعة الإسلامية: اعتبارات الطب الشرعي في مجال العمل الإنساني

التعامل مع «الجماعات الجهادية الإسلامية»: البحث عن الإنسانية في خضم صراع الأسلحة والأفكار– حوار مع عمر مكي

 

اطلع غيرك على هذا المقال

تعليقات

لا توجد تعليقات الآن.

اكتب تعليقا