في عالم سمته الأولى الاستقطاب، يبدو مبدأ كالحياد غريبًا بل وينتمي لزمن آخر. فاليوم مطلوب من كل فرد أو مؤسسة أو مجموعة أن تحدد موقفها من أي حدث أو نزاع: أنت مع من وضد من؟ فكرة أن تختار موقعًا محايدًا ليست مطروحة، بل وقد تكون مستهجنة وغير مفهومة. والحال أن طرح اللجنة الدولية للصليب الأحمر نفسها وسيطاً محايداً في النزاعات كأحد أوجه عملها في الميدان هو ضرورة أثبتتها أمثلة كثيرة على مدى أكثر من قرن من العمل في مناطق النزاعات. فمتى اضطلعت اللجنة الدولية بدور الوسيط المحايد؟ وأين ولماذا؟ وعبر أية أنشطة؟ وعلى من عاد ذلك بالنفع؟ بعض الأمثلة تجيب عن هذه الأسئلة.
في يومي 15 و16 من تشرين الأول/أكتوبر 2020، عاد أكثر من 1000 محتجز على صلة بالنزاع اليمني إلى وطنهم على متن إحدى عشرة رحلة جوية أقلعت من خمسة مطارات في اليمن والمملكة العربية السعودية وإليها بعد أشهر من المفاوضات اضطلعت خلالها اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدورها وسيطًا محايدًا، ونظمت عمليات إعادة هؤلاء المحتجزين إلى أوطانهم. ويسَّرت اللجنة الدولية على مدى العقود الماضية إطلاق سراح أكثر من 1800 شخص كانت تحتجزهم مجموعات مسلحة في كولومبيا. وظلت اللجنة الدولية في أفغانستان تضطلع بدور أساسي بين أطراف النزاع في تسليم رفات المقاتلين والمدنيين.
كما سهلت اللجنة الدولية في عام 2016 عودة 21 فتاة اختطفن في عام 2014 من شيبوك في نيجيريا. بينما ساعدت المنظمة في تسليم 82 فتاة أخرى إلى السلطات في عام 2017. وأسدت المشورة للسلطات بشأن الجهود التي تبذلها لإعادة إدماج هؤلاء الفتيات في المجتمع. هذه الأنشطة هي على سبيل المثال لا الحصر.
فقد عملت اللجنة الدولية وسيطًا محايدًا في جميع أنحاء العالم لنحو 160 نزاعًا في معظم النزاعات التي كانت نشطة في أنحاء العالم أو لا تزال. وهذا التاريخ الممتد والغني يمنح المنظمة خبرة فريدة ويسبغ الشرعية على عملها.
وتغطي هذه الأنشطة النطاق الكامل لمهمة اللجنة الدولية وبيان مهمتها. وهذه الأنشطة تشكل إحدى نتائج دبلوماسيتها الإنسانية؛ إذ تساهم في حماية الأشخاص المتضررين من جراء النزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى وصون كرامتهم فضلًا عن تقديم المساعدات لهم.
ومع أن دور اللجنة الدولية الأبرز كان عملها مع الدول على مدى تاريخها، إلا أنها تجري حوارًا أيضًا مع العديد من أصحاب المصلحة ويمكنها أن تكون وسيطًا محايدًا بين أنواع مختلفة من الأطراف الفاعلة سواء كانت من الدول أو من غير الدول.
والأهم من ذلك أن هذه الأنشطة تعود بالنفع والفائدة على فئات عديدة من الأشخاص وأصحاب المصلحة، ومنهم المدنيون، بما في ذلك عائلات المفقودين والأسر التي انفصل أفرادها بعضهم عن بعض أو الرهائن وأسرى الحرب والمعتقلين، وكل من يحتاج إلى رعاية صحية من الجرحى سواء من المدنيين أو الجنود أو المقاتلين.
محتجزون يمنيون عادوا لبلادهم بداية العام 2023 بعد أشهر من المفاوضات وتيسير من اللجنة الدولية كوسيط محايد
من النشأة وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية
إن اضطلاع اللجنة الدولية بدور الوسيط المحايد قديمٌ قِدم المنظمة نفسها تقريبًا. فقد عملت اللجنة الدولية في بدايتها وسيطًا بين الدول بغية التصديق على اتفاقية جنيف لعام 1864.
وخلال الحرب الفرنسية البروسية التي دارت رحاها بين عامي 1870 و1871، أنشأت اللجنة الدولية وكالة “بازل Basel” لتيسير تبادل المعلومات بشأن السجناء. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها اللجنة الدولية وسيطًا مباشرًا في حالات النزاع.
ونقلت اللجنة الدولية خلال الحرب العالمية الأولى العديد من الشكاوى بين أطراف النزاع المختلفة بشأن الانتهاكات المزعومة للقانون. وأقنعت اللجنة الدولية وسويسرا الأطراف المتحاربة بنقل السجناء المصابين بأمراض خطيرة إلى سويسرا على أن يتم إكمال اعتقالهم فيها.
وخلال الحرب الإيطالية الإثيوبية أدى مندوبو اللجنة الدولية دور جهات الاتصال المحايدة بين جمعيات الصليب الأحمر الوطنية العديدة العاملة هناك. وعملت اللجنة الدولية على إجلاء المدنيين، ومنهم الأطفال، وإعادتهم إلى وطنهم خلال الحرب الأهلية الإسبانية. كما أنشأت منطقة محايدة في مدريد.
واستخدمت اللجنة الدولية حق المبادرة خلال فترة الحرب العالمية الثانية وعَرَضت خدماتها على جميع الأطراف المتحاربة لإعادة أسرى الحرب الجرحى والمرضى إلى أوطانهم أو احتجازهم في بلدان محايدة.
زمن الحرب الباردة
شكلت الحرب الباردة تحديًا لدور الوساطة المحايدة الذي تضطلع به المنظمة. فقد اتهمت الكتلة الشيوعية المنظمة بأنها غربية، ورفضت دورَ ها كوسيط ومنظمة محايدة. على سبيل المثال، خلال الحرب الكورية، لم تتمكن اللجنة الدولية من الوصول إلى السجناء الذين تحتجزهم كوريا الشمالية، بل شاركت فقط في إعادة الأسرى من كلا الجانبين إلى وطنهم في نيسان/أبريل وأيار/مايو 1953، أثناء احتدام النزاع. كذلك لم تتمكن من القيام بدورها هذا في أثناء حربي الهند الصينية وفيتنام. فخلال النزاع الصيني-الهندي 1962-1963، طلب أحد طرفي النزاع من اللجنة الدولية القيام بهذا الدور لكن الطرف الآخر رفضه.
وساعدت اللجنة الدولية في إجلاء آلاف المواطنين الصينيين في عام 1947. وفي العام نفسه، خلال النزاع الهندي الباكستاني الأول، تمكنت من زيارة المحتجزين من كلا الجانبين وأداء دورها كوسيط محايد في أنشطة البحث عن المفقودين وإجلاء زهاء 5000 مدني في كشمير.
كانت أزمة الصواريخ الكوبية في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر 1962 واحدة من أهم محطات الحرب الباردة. فقد عرضت اللجنة الدولية خدماتها سرًا على الأمين العام للأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي للتوصل إلى حل سلمي، واقترحت أن يقوم مندوبوها بتفتيش القوارب السوفيتية للتأكد من أنها لا تحمل أسلحة. وفي نهاية المطاف، توصلت الطرفان إلى اتفاق قبل أن تتمكن اللجنة الدولية من تنظيم هذا الإجراء.
وفي أوائل العام 1979، أدت الدور نفسه بين أطراف الحرب الصينية الفيتنامية. وخلال الحرب السوفييتية الأفغانية، عملت اللجنة الدولية والاتحاد السويسري على استضافة عدد قليل من الجنود السوفييت الذين احتجزتهم المعارضة الأفغانية.
الشرق الأوسط بؤرة عمل مستمر
أما في منطقة الشرق الأوسط وفي الفترة من 1963 إلى 1964، عملت اللجنة الدولية وسيطًا محايدًا بين مختلف أطراف النزاع في اليمن، بما في ذلك البلدان الراعية مثل مصر والمملكة العربية السعودية. واضطلعت اللجنة الدولية بدور حاسم في إسرائيل والأراضي المحتلة على مدى العقود الماضية. فخلال الحرب الإسرائيلية العربية الأولى عام 1948. وخلال أزمة السويس (1956-1957)، نظمت اللجنة الدولية عملية إعادة الجنود المصريين الجرحى إلى وطنهم وكذلك إعادة الأسرى الذين وقعوا في أيدي الطرفين إلى وطنهم. وعقب حرب عام 1967، أعادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر 5500 أسير حرب و1000 مدني إلى وطنهم. وفي نهاية الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 أعيد 9000 أسير إلى وطنهم تحت رعاية اللجنة الدولية. وفي أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان (1982-1985)، أعادت اللجنة الدولية مجموعات من السجناء المفرج عنهم إلى وطنهم.
تسعينيات حافلة
وفي عام 1990، يسَّرت اللجنة الدولية التوصل إلى اتفاق بين أطراف النزاع في سري لانكا لتحييد مستشفى “جافنا (Jaffna)”. واضطلعت اللجنة الدولية بدور مهم أيضًا في منطقة البلقان. فعلى سبيل المثال، كلفت أطراف النزاع في كرواتيا اللجنةَ الدولية في عام 1991 بإطلاق سراح السجناء وَدَعَت المنظمةَ لتكون جزءً من لجنة ثلاثية.
وافتتحت اللجنة الدولية بعثات ومكاتب لها في أرمينيا وأذربيجان وجورجيا في عام 1992. وتمكنت المنظمة من إرساء بعض الأنشطة سريعًا، مثل استعادة الرفات وإطلاق سراح السجناء والرهائن في وقت واحد.
وفي المكسيك، في منطقة تشياباس، يسرت الحوار بين السلطات وجيش زاباتيستا للتحرير الوطني في عام 1994. وفي فترة 1996-1997، كان للمنظمة دور مهم في أثناء أزمة الرهائن التي تعرضت لها السفارة اليابانية في ليما، بتقديم المساعدات وخدمات إعادة الروابط العائلية (إذ يسَّرت تبادل 9000 رسالة من رسائل الصليب الأحمرالقرن الحادي والعشرين: نزاعات مستعرة
اضطلعت اللجنة الدولية في الفترة من عام 2010 إلى عام 2019 بدور الوسيط المحايد في 35 سياقًا في جميع أنحاء العالم. وهي سياقات توضح أهمية اللجنة الدولية في البيئات المسيسة إلى حد كبير، والأراضي المتنازع عليها، وغيرها من النزاعات المجمدة [هيالنزاعات التي يتوقف فيها القتال لكن من دون التوصل إلى معاهدة سلام أو أي إطار سياسي آخر يحل النزاع تمامًا باتفاق أطرافه]. فاللجنة الدولية أمكنها أن تكون وسيطًا محايدًا بين الدول، أو السلطات التي تحكم بالأمر الواقع، أو الجهات الفاعلة من غير الدول في الأراضي الواقعة تحت الاحتلال.
ويمكن تقسيم أنشطة المنظمة إلى أنشطة ممتدة، والمثال الواضح على ذلك أنشطتها المتعلقة بالمفقودين، وأنشطة ذات صلة بمجريات نزاع محدد، مثل إعادة المدنيين أو الرهائن إلى أوطانهم.
الروابط العائلية
ترتبط العديد من الأنشطة بالوكالة المركزية للبحث عن المفقودين. وفي عام 2019، يسَّرت اللجنة الدولية بحكم دورها وسيطًا محايدًا نقلَ أو إعادة 1185 شخصًا إلى وطنهم، ومنهم 244 محتجزًا بعد إطلاق سراحهم، بالإضافة إلى رفات 3032 شخصًا.
وعرضت اللجنة الدولية العمل وسيطًا محايدًا بين إريتريا وإثيوبيا في عام 2018 لمساعدتهما على معالجة المسائل الإنسانية.
وتقوم اللجنة الدولية أيضًا بتسليم الوثائق الرسمية مثل وثائق التوكيل وشهادات الوفاة وشهادات الميلاد وشهادات الزواج وأنواع أخرى من الوثائق عبر خطوط المواجهة.
أسرى الحرب والمحتجزين والرهائن
يسَّرت اللجنة الدولية في عام 2012 النقل الآمن للأشخاص الذين أطلقت المجموعات المسلحة سراحهم إلى السلطات المختصة، كما هو الحال في مالي والسنغال والسودان. وعلى مدى السنوات الماضية، وبناءً على طلب جميع الأطراف المعنية، يسرت اللجنة الدولية تسليم المحتجزين المدنيين عبر خط التماس بين أرمينيا وأذربيجان.
وشاركت اللجنة الدولية في عام 2017 في إطلاق سراح ونقل الأشخاص الذين كانوا محتجزين لدى أطراف النزاع في أوكرانيا. واضطلعت بدور الوسيط المحايد في الإفراج المتزامن عن زهاء 300 شخص محتجزين على صلة بالنزاع ونقلهم، إذ نُقل 223 شخصًا إلى مناطق غير خاضعة لسيطرة الحكومة، و73 آخرين إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة.
وأطلق سراح 4 مهندسين أتراك مختطفين في أفغانستان في أيلول/سبتمبر 2011، برعاية اللجنة الدولية.
المفقودون ورفات الموتى
تدير اللجنة الدولية برامج في هذا الشأن وتعمل وسيطًا محايدًا في العديد من البلدان وفيما بينها، كما هو الحال بين: إريتريا-إثيوبيا، أرمينيا-أذربيجان، إيران-العراق، العراق-الكويت، جورجيا، كولومبيا، كوسوفو-صربيا، الصحراء الغربية، أوكرانيا، السودان، الأرجنتين والمملكة المتحدة، إلخ. ومن بين أنشطة اللجنة الدولية أيضًا اضطلاعها بتسليم رفات المقاتلين والمدنيين للعائلات. وقد ساعدت اللجنة الدولية بانتظام في استعادة الرفات بين أرمينيا وأذربيجان، وفي كولومبيا وأفغانستان.
عمليات إجلاء المدنيين وإعادتهم إلى أوطانهم
ساعدت اللجنة الدولية في إجلاء الجرحى في الاشتباكات إلى المرافق الطبية في كولومبيا. وفي ظل عمل اللجنة الدولية وسيطًا محايدًا، عبر العديد من الأشخاص الحدود الإدارية بين جورجيا وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية على مدى السنوات العشر الماضية بغرض الحصول على الرعاية الطبية بشكل أساسي.
مناطق آمنة
تساعد اللجنة الدولية أحيانًا في حماية الأشخاص الذين لا يشاركون في القتال أو كفوا عن المشاركة فيه. وفي عام 2013، أثناء أعمال العنف التي اندلعت في جبل عامر بالسودان، لجأ نحو 600 شخص إلى منطقة آمنة ترفع أعلام تحمل رمز اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الذي احترمه حَمَلَة السلاح.
حصانة المهمة الطبية
تمكنت المناطق الريفية النائية في كولومبيا من الحصول على الخدمات الصحية بعد أن حصلت اللجنة الدولية على ممر آمن للوحدات الصحية المتنقلة. وطلبت وزارة الصحة في السنغال في عام 2011 من اللجنة الدولية مرافقة عاملين في مجال الصحة لتمكينهم من تقديم التحصينات اللازمة (17133 جرعة) للمحتاجين، لا سيما للأطفال.
ويسّرت اللجنة الدولية المرور الآمن للعاملين في المجال الطبي الذين يعالجون الجرحى في عام 2012 في ليبيا. وفتح ممر آمن للمرضى والعاملين في المستشفى للخروج من بني وليد.
المساعدات والخدمات الأخرى
نقلت اللجنة الدولية في أوكرانيا أدوية وإمدادات أخرى لعلاج السل وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز إلى المرافق الصحية في بعض المناطق في عام 2019. ويسرت اللجنة الدولية في عام 2012 دخول ثماني شاحنات محملة بالأدوية/المستلزمات الطبية الاستهلاكية من وزارة الصحة في رام الله وأكثر من 300 ألف لتر من الوقود لمحطة توليد الكهرباء إلى قطاع غزة، ما ساعد على ضمان استمرارية خدمات المستشفيات في القطاع.
وسلمت اللجنة الدولية منتجات عبر الخطوط الأمامية لمعالجة المحطات ما ساعد على تجنب انقطاع إمدادات المياه لثلاثة ملايين شخص في بواكي وخوروغو بكوت ديفوار في عام 2011.
تيسير المفاوضات وعملية السلام
شارك ممثلو المجتمعات المحلية المتنازعة سابقًا في أوغندا في عام 2013 في حوار اضطلعت فيه اللجنة الدولية بدور الوسيط المحايد، وقاموا بزراعة الأراضي الزراعية معًا، ما أفضى إلى تخفيف حدة التوترات وتمكين الناس من التحرك الآمن.
وساهمت اللجنة الدولية في محادثات السلام على مدى الأعوام الماضية بين الحكومة وجيش التحرير الوطني والقوات المسلحة الثورية الكولومبية. وعلى سبيل المثال، كفلت اللجنة الدولية في عام 2017 المرور الآمن لممثلي جيش التحرير الوطني من الإكوادور وإليها، حيث كانت تجري المفاوضات.
تمنح المبادئ الإنسانية اللجنةَ الدولية الشرعيةَ وتتيح للمنظمة بصفتها وسيطًا محايدًا المشاركةَ في أنشطة ملموسة في الميدان تعود بالنفع على المتضررين والمحتاجين. ومطالبة اللجنة الدولية بالعمل وسيطًا محايدًا أو قبول الخدمات التي تبادر إلى تقديمها يصب في مصلحة جميع الأطراف المعنية. والأمر في نهاية المطاف لا يتعلق بتاريخ المنظمة وحاضرها؛ فالاحتياج إلى وسيط محايد موثوق به لن يزول في المستقبل القريب أو البعيد. وعلى ذلك ستواصل اللجنة الدولية الاضطلاع بهذا الدور في حالات النزاع وما بعد انتهاءه.
هذا النص نسخة مختصرة لمقال نشر في الأصل في مدونة Cross-Files، وقد ترجمه عاطف عثمان إلى اللغة العربية
Comments