رنا جرار، امرأة فلسطينية من جنين، عملت طيلة خمسة عشر عامًا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر. شهدت رنا العديد من المواقف الإنسانية الصعبة، وهي مواقف جعلتها مؤمنة كل الإيمان بما تفعله في ميدان العمل الإنساني
بدأت قصتي مع العمل الإنساني بعد تخرجي في الجامعة، إذ قررت الالتحاق بصفوف المتطوعين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في العام 2002 بمدينة جنين وذلك عقب الأحداث المؤلمة التي رافقت اجتياح المدينة. منذ تلك اللحظة، بدأ شغفي بالعمل الإنساني. لم أعتد على رؤية كل هذه الوجوه التي يعلوها الخوف.
يساورني في عملي شعورٌ بالحزن يخالطه فرح. الحزن عند فقدان الأحبة أو هدم المنازل، والفرح عند رسم الابتسامة على الوجوه، خاصة وجوه الأطفال. أحببت هذا المجال، ووجدت لدي رغبة في الاستمرار فيه. وكان التحاقي للعمل في اللجنة الدولية للصليب الاحمر في العام 2003 بمثابة الدخول إلى هذا العالم الرحب من أوسع أبوابه.
ومن هنا بدأ التحدي. عملت في البداية في برنامج المساعدات الانسانية في مناطق المدينة والقرى المجاورة. كنت أقود أسطول الشاحنات المحملة بالمساعدات لمختلف المناطق. هذا في حد ذاته كان من أكبر التحديات التي واجهتها كامرأة في مجتمع محافظ ما زادني إصرارًا على مد يد العون لمن يحتاجها وإثبات أن المرأة الفلسطينية إن أرادت فعلت.
بعدها التحقت بالعمل في برنامج الزيارات العائلية، وهو من أقدم البرامج التي أخذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على عاتقها تنفيذه والإشراف عليه. ولما كنت جزءًا من هذا البرنامج الضخم، كان لزاما علي بذل الجهد الكبير في إعداد قوائم الزائرين، لتسهيل وصولهم وحصولهم على التصاريح مرورا بكل مراحل الزيارات حتى عودة الأهالي بسلام لمنازلهم.
من خلال هذا البرنامج اختبرت أحاسيس مختلفة. فتارة أشعر الفرح عندما أرى الفرحة في عيني الأم عند حصولها على التصريح الذي سيسمح لها اخيرًا بإلقاء نظرة على فلذة كبدها، أو عند إبلاغها بزيارة مندوبي اللجنة وتوصيل سلامات ابنها المعتقل في السجون الإسرائيلية التي لم تسمع منه منذ اعتقاله. أشعر تارة بالحزن عند رؤية الأب الذي سُحب تصريحه أثناء توجهه لزيارة ابنه. فيض من المشاعر والكثير من الأحاسيس نمر بها في عملنا هذا.
وكما تلتقط عدسة المصور المحترف الابتسامات وتعابير الوجوه، التقطت عيني كل هذه اللحظات. الآن وبعد خمسة عشر عامًا من العمل في المجال الإنساني، أستطيع أن أقول إن هذا العمل يضفي لمسة روحية لا يشعر بها سوى من مارسها. هو عمل يوسع الأفق، ويساعدنا على النظر للمعاناة الإنسانية بتجرد كامل، خلافًا لأي موروث قد يقودك لتصنيف البشر حسب انتمائهم الضيق. لذا أشعر بالسعادة لما حققته، وبالفخر لانتمائي للإنسانية جمعاء.
يساورني في عملي شعورٌ بالحزن يخالطه فرح. الحزن عند فقدان الأحبة أو هدم المنازل، والفرح عند رسم الابتسامة على الوجوه، خاصة وجوه الأطفال. أحببت هذا المجال، ووجدت لدي رغبة في الاستمرار فيه. وكان التحاقي للعمل في اللجنة الدولية للصليب الاحمر في العام 2003 بمثابة الدخول إلى هذا العالم الرحب من أوسع أبوابه.
ومن هنا بدأ التحدي. عملت في البداية في برنامج المساعدات الانسانية في مناطق المدينة والقرى المجاورة. كنت أقود أسطول الشاحنات المحملة بالمساعدات لمختلف المناطق. هذا في حد ذاته كان من أكبر التحديات التي واجهتها كامرأة في مجتمع محافظ ما زادني إصرارًا على مد يد العون لمن يحتاجها وإثبات أن المرأة الفلسطينية إن أرادت فعلت.
بعدها التحقت بالعمل في برنامج الزيارات العائلية، وهو من أقدم البرامج التي أخذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على عاتقها تنفيذه والإشراف عليه. ولما كنت جزءًا من هذا البرنامج الضخم، كان لزاما علي بذل الجهد الكبير في إعداد قوائم الزائرين، لتسهيل وصولهم وحصولهم على التصاريح مرورا بكل مراحل الزيارات حتى عودة الأهالي بسلام لمنازلهم.
من خلال هذا البرنامج اختبرت أحاسيس مختلفة. فتارة أشعر الفرح عندما أرى الفرحة في عيني الأم عند حصولها على التصريح الذي سيسمح لها اخيرًا بإلقاء نظرة على فلذة كبدها، أو عند إبلاغها بزيارة مندوبي اللجنة وتوصيل سلامات ابنها المعتقل في السجون الإسرائيلية التي لم تسمع منه منذ اعتقاله. أشعر تارة بالحزن عند رؤية الأب الذي سُحب تصريحه أثناء توجهه لزيارة ابنه. فيض من المشاعر والكثير من الأحاسيس نمر بها في عملنا هذا.
وكما تلتقط عدسة المصور المحترف الابتسامات وتعابير الوجوه، التقطت عيني كل هذه اللحظات. الآن وبعد خمسة عشر عامًا من العمل في المجال الإنساني، أستطيع أن أقول إن هذا العمل يضفي لمسة روحية لا يشعر بها سوى من مارسها. هو عمل يوسع الأفق، ويساعدنا على النظر للمعاناة الإنسانية بتجرد كامل، خلافًا لأي موروث قد يقودك لتصنيف البشر حسب انتمائهم الضيق. لذا أشعر بالسعادة لما حققته، وبالفخر لانتمائي للإنسانية جمعاء.
بعدها التحقت بالعمل في برنامج الزيارات العائلية، وهو من أقدم البرامج التي أخذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على عاتقها تنفيذه والإشراف عليه. ولما كنت جزءًا من هذا البرنامج الضخم، كان لزاما علي بذل الجهد الكبير في إعداد قوائم الزائرين، لتسهيل وصولهم وحصولهم على التصاريح مرورا بكل مراحل الزيارات حتى عودة الأهالي بسلام لمنازلهم.
من خلال هذا البرنامج اختبرت أحاسيس مختلفة. فتارة أشعر الفرح عندما أرى الفرحة في عيني الأم عند حصولها على التصريح الذي سيسمح لها اخيرًا بإلقاء نظرة على فلذة كبدها، أو عند إبلاغها بزيارة مندوبي اللجنة وتوصيل سلامات ابنها المعتقل في السجون الإسرائيلية التي لم تسمع منه منذ اعتقاله. أشعر تارة بالحزن عند رؤية الأب الذي سُحب تصريحه أثناء توجهه لزيارة ابنه. فيض من المشاعر والكثير من الأحاسيس نمر بها في عملنا هذا.
وكما تلتقط عدسة المصور المحترف الابتسامات وتعابير الوجوه، التقطت عيني كل هذه اللحظات. الآن وبعد خمسة عشر عامًا من العمل في المجال الإنساني، أستطيع أن أقول إن هذا العمل يضفي لمسة روحية لا يشعر بها سوى من مارسها. هو عمل يوسع الأفق، ويساعدنا على النظر للمعاناة الإنسانية بتجرد كامل، خلافًا لأي موروث قد يقودك لتصنيف البشر حسب انتمائهم الضيق. لذا أشعر بالسعادة لما حققته، وبالفخر لانتمائي للإنسانية جمعاء.
وكما تلتقط عدسة المصور المحترف الابتسامات وتعابير الوجوه، التقطت عيني كل هذه اللحظات. الآن وبعد خمسة عشر عامًا من العمل في المجال الإنساني، أستطيع أن أقول إن هذا العمل يضفي لمسة روحية لا يشعر بها سوى من مارسها. هو عمل يوسع الأفق، ويساعدنا على النظر للمعاناة الإنسانية بتجرد كامل، خلافًا لأي موروث قد يقودك لتصنيف البشر حسب انتمائهم الضيق. لذا أشعر بالسعادة لما حققته، وبالفخر لانتمائي للإنسانية جمعاء.
–
اقرأ أيضا:
إيكو باوتيستا جارسيا، البسمة عندما تجعل غزة وطني الثاني
نحن النساء الفلسطينيات في ميدان العمل الإنساني
Comments