في ذكرى تدشينها الخامسة: مدونة «الإنساني» تطلق مشروع المقالات الصوتية

قانون الحرب

في ذكرى تدشينها الخامسة: مدونة «الإنساني» تطلق مشروع المقالات الصوتية

أطلقت مجلة «الإنساني» اليوم مشروعًا للمقالات الصوتية بهدف تعزيز حضورها الرقمي بوصفها منصةً رائدة في الصحافة الإنسانية وفي إنتاج محتوى فريد باللغة العربية يخص نشر المعرفة بالقانون الدولي والقضايا الإنسانية المعاصرة.

واستهلت «الإنساني» المشروع بطرح مجموعة متنوعة من المقالات الصوتية التي نُشرت خلال الشهور الأخيرة سواء في المجلة المطبوعة أو على المدونة الإلكترونية، وهي نصوص تتناول الآثار الإنسانية المختلفة للنزاعات المسلحة وأشكال العنف الأخرى التي تعصف بالمنطقة العربية والعالم.

ومدونة «الإنساني» هي منصة إلكترونية أطلقت في أيلول/ سبتمبر من العام 2017، وهي إصدار يتبع مجلة «الإنساني» التي تحتفي في العام المقبل بالذكرى الخامسة والعشرين لصدورها.

تشكل المجلة منذ تسعينيات القرن الماضي منبرًا صحافيًا يفتح مساحة لإنتاج المحتوى والنقاش حول أوضاع المدنيين في الدول التي تعصف بها النزاعات المسلحة، علاوة على نشر المعرفة حول القانون الدولي الإنساني، وحقوق الإنسان بشكل عام، بين القراء المتابعين للقضايا المعاصرة.

صدر العدد الأول من «الإنساني» في كانون الأول/ ديسمبر من العام 1998، بفريق تحريري قاده الصحافي محمد سيف، والصحافية عنايات فريد، وأشرف على التحرير المدير الأسبق للمركز الإقليمي للإعلام باللجنة الدولية الأسبق رولان هوجنين. كما تولى الفنان الراحل محيي الدين اللباد (1940 – 2010)، مسؤولية الإخراج الفني للمجلة.

انقر هنا لمزيد من التفاصيل عن المجلة وتاريخها وسياستها التحريرية

وقالت زينب غصن، رئيسة تحرير مجلة الإنساني: «كان من الضروري لنا أن نواكب التطور المذهل الذي طرأ على الوسائط الرقمية التي تنقل المحتوى المسموع باللغة العربية. في اعتقادي أن المحتوى المسموع أصبح اليوم فرس الرهان في المحتوي الرقمي العربي. لدينا في «الإنساني» محتوًى مميز باللغة العربية، ونرى من الأهمية بمكان أن يصل إلى أوسع شريحة من جمهور الشاب في العالم العربي والذي يبدو أنه يتجه أكثر فأكثر للمحتوى المسموع.»

ومشروع المقالات الصوتية جزء من خطة أوسع لتوظيف الوسائط الرقمية في نقل المحتوى الذي تنتجه اللجنة الدولية لشريحة كبيرة من الجمهور الذي يتحدث العربية. وتشرح غصن: «لدينا مبادرة «بودكاست» اللجنة الدولية، التي نطمح أن تشكل إضافة مهمة في عالم التدوين الصوتي باللغة العربية لما يميزها من محتوًى فريد يأتي في جزء كبير منه من الميادين التي نعمل فيها ليوصل صوت المدنيين الرازحين تحت نير النزاعات المسلحة. طموحنا أن نصل بصوت هؤلاء، فعليا وليس مجازيا، إلى أكبر قاعدة ممكنة من الجمهور.»

وجرى تسجيل المجموعة الأولى من المقالات بالتعاون مع شبكة «رُواة»، وهي منصة لإنتاج محتوى صوتي باللغة العربية مقرها العاصمة المصرية القاهرة.

تأسست «رُواة» في منذ العام 2016، ومنذ ذلك الحين اكتسبت مكانة مرموقة في عالم إنتاج المحتوى المنطوق باللغة العربية لاسيما بما يميزه من مؤثرات صوتية متقنة ولغة عربية سليمة.

وقال معتز صقر، مدير منصة «رُواة»: «منذ التأسيس ونحن حريصون على تقديم محتوى باللغة العربية الفصيحة البعيدة عن الانتساب إلى اللهجات العربية، لكي تكون أقدر على توجيه المحتوى العربي إلى الجمهور العربي كافة، ومن ثم كان هذا أدعى إلى فهم احتياجات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إنتاج مقالات مجلة الإنساني بلكنة بيضاء.»

ويشير مصطلح «اللكنة البيضاء» يشير إلى استعمال صوت عربي فصيح يتجاوز اللكنات العربية المحلية.

وأضاف صقر، الذي تولى تسجيل بعض المقالات بصوته: «تجربتنا مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ثرية للغاية، ونحن حريصون على أن نضع خبراتنا كلها بين يديها، ونطمح إلى إن يشكل هذا التعاون بيننا نقطة إضافة لكلينا في إنتاج المحتوى الصوتي باللغة العربية.»

كما شارك في تسجيل المقالات أصوات متميزة في التعليق الصوتي مثل إسراء جلبط ومحمد محمود.

والمقالات الصوتية جميعها متاحة على حساب مجلة الإنساني في منصة ساوند كلاود للمحتوى الموسيقى والصوتي.

وتشمل الدفعة الأولى من المقالات الصوتية مساهمات مختلفة من تقارير وتحقيقات ومقالات مطولة ونصوص كتابة حرة ساهم بها مجموعة متنوعة من الصحافيين والكتاب العرب وكذلك الأجانب. ومن بين هذه المقالات شهادة للمصورة الصحافية الفلسطينية سمر العوف حول تحديات تغطية موجة العنف التي تعرض لها قطاع غزة في أيار/مايو 2021، وهي مساهمة مؤثرة ترسم تفاصيل شديدة الخصوصية لخسائر الأرواح في القطاع وللدمار الذي طال البنية التحية.

 

كما جرى تسجيل مقال كتبه الصحافي المصري سيد محمود عن الإنسانية في أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير الراحل محمود درويش.

وتشمل هذه القائمة أيضا مجموعة من المساهمات الفكرية للدكتور أحمد الداودي، وهو مستشار للجنة الدولية في قضايا القانون الدولي الإنساني والإسلام، والتي يتناول فيها عددًا من المسائل والتحديات المعاصرة المرتبطة بالتعامل مع ظاهرة النزاعات المسلحة المعاصرة وحالات العنف الأخرى وموازنتها بالخبرة الفكرية والممارسة التاريخية للشريعة الإسلامية.

 

ومن هذه المساهمات مقال «التعامل مع الموتى من منظور الشريعة الإسلامية: اعتبارات الطب الشرعي في مجال العمل الإنساني،» ومقال «التعليق على اتفاقية جنيف الثالثة: معاملة أسرى الحرب من منظور إسلامي،» وكذلك مقال بعنوان «المرأة المسلمة والعمل الإنساني الشامل.»

 

وتضم القائمة أيضا مساهمات لكتاب وصحافيين تعالج الأوضاع الإنسانية في بلدان عربية مختلفة، فنسمع مقالًا للكاتب والروائي السوداني أمير تاج السر بعنوان «بلد ينهض من حرب ليواجه أخرى: النزاع غائر في ذاكرة السودان،» ومقال للصحافي السوري ماهر المونس بعنوان «بعد عشر سنوات على بدء الصراع في سورية.. ينتهي فصلٌ من الحزن، ويبدأ فصلٌ آخر!»، ومقال لزينب غصن بعنوان «هي بيروت.» ومقال لـ سيلين ديجين بعنوان «بلد تتكلم فيه الجدران: اللغة ليست حاجزًا لفهم المعاناة في اليمن.»

 

وفي سياق المقالات الصوتية التي تتناول القضايا القانونية المعاصرة، والتي تهدف إلى رفع الوعي بخصوص قضايا القانون الدولي الإنساني، نستمع إلى مقال مهم كتبه المستشار عمر مكي عن «العاملون بالقانون والعمل الإنساني: حدود للحرب وحدود للقانون،» وكذلك مقال للمستشار على البدراوي بعنوان «إخفاقات قانونية في قضية إنسانية: الحرمان من الحرية زمن الحرب.»

 

وستوالي المجلة تسجيل المقالات من أرشيفها الغني والذي يشمل مساهمات من كتاب وصحافيين وأكاديميين بارزين كمحمد المخزنجي ومحمد البساطي ودلال البزري وشريف عتلم وفضيلة ملهاق وسحر مندور ولنا شاهين ورشا قنديل وميسون عزام.

اطلع غيرك على هذا المقال

تعليقات

لا توجد تعليقات الآن.

اكتب تعليقا