«الوباء… تكلفة الحرب الخفية»… ملف العدد الجديد من «الإنساني»

العدد 63

«الوباء… تكلفة الحرب الخفية»… ملف العدد الجديد من «الإنساني»

مصابو الفشل الكُلوي في اليمن من أكثر الناس معاناة نتيجة النزاع الذي قوض النظام الصحي في البلاد. الصورة من أحد مراكز غسيل الكُلى في عدن. تصوير: Mohammed Banafea/اللجنة الدولية.

يصدر العدد الجديد من مجلة «الإنساني»، بملف خاص عن الحروب والأوبئة متضمنًا بين دفتيه مجموعة من التحليلات والتقارير عن الدور المدمر الذي تؤديه النزاعات المسلحة في تفشي الأوبئة.

وخلال السنوات القليلة الماضية، عانت دول عدة من تفشي أوبئة بفعل النزاع المسلح كاليمن الذي يكافح ضد مرض الكوليرا، وسورية التي شهدت ظهور بعض الأمراض الجلدية وسط النازحين واللاجئين، كما عانت مناطق ترزح تحت وطأة الحصار من تفاقم الأمراض المزمنة كالفشل الكُلوي مثلًا على ما يظهر في قطاع غزة، كل هذا علاوة على أمراض الروح التي تدمر الكيان العصبي والنفسي للمدنيين جراء الحروب.

في ملف عدد 63، والمعنون «الوباء… تكلفة الحرب الخفية»، نسلط الضوء على علاقة السبب والنتيجة ما بين اندلاع النزاعات المسلحة وتأثير ذلك على تفشي أنواع مختلفة من الأوبئة. وفي الملف نحاول أن نتلمس شكل هذه العلاقة في سياقات مختلفة. فيقودنا الصحافي اليمني «نبيل اليوسفي» في رحلة يستطلع فيها ما يكابده اليمنيون في مواجهة وباء الكوليرا الذي يتربص للفتك بعشرات الآلاف من الفئات الأكثر استضعافًا في البلاد التي ترزح تحت نير الحرب. يقدم لنا «نبيل» حالات إنسانية أصيبت بالمرض بفعل تلوث المياه، وتمكنت بعد معاناة من الشفاء منه.

غلاف العدد 63 من مجلة الإنساني

من ناحية أخرى، أجرت «الإنساني» حوارًا مع طبيبة يمنية شابة هي «وصال الحكيمي»، كي نتعرف على الجهود التي بُذلت من أجل احتواء المرض عندما تفشى لأول مرة في العام 2016، ثم في الموجة الثانية التي تفشت في العام 2017.

لم يكن تركيزنا على اليمن منصبًّا على وباء الكوليرا فقط، فقد سلطنا الضوء أيضًا على الأمراض المزمنة في البلاد كالفشل الكُلوي، إذ يُعد اليمنيون المصابون بهذا المرض من أكثر الناس معاناة، ذلك لأن بقاءهم أحياءً يعتمد على قدرتهم على الوصول إلى مراكز غسيل الكُلى التي تضرر عدد كبير منها، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الوفيات إلى 25 في المائة من إجمالي المصابين.

يقدم لنا قطاع غزة مثالًا آخر على الأثر المدمر للنزاع الممتد والحصار على توفير الخدمات الصحية. فيقدم الصحافي الفلسطيني «نبيل سنونو» نظرة فاحصة على تأثير النزاع والحصار على مرضى غسيل الكُلى في القطاع، إذ إنهم يكافحون للحصول على الحد الأدنى من الرعاية الصحية، نظرًا للنقص الشديد في الأدوية وتهالك الكثير من الأجهزة المنقذة لحياة هؤلاء المرضى.

ومن القضايا التي أفردنا لها مساحة في ملف هذا العدد هي الاعتقاد الخاطئ والذي ثد يؤدي أحيانا إلى الذعر في التعامل مع جثث الموتى في أوقات النزاعات أو الكوارث الطبيعية. يذكرنا الطبيب الشرعي «روبرتو بارا» في حوار مع المجلة بأن التسرع في التخلص من الجثث يُعد تصرفًا خاطئًا له أثر بالغ الضرر على المجتمعات وذاكرتها الجماعية.

وفي حوار مطول، يشرح الطبيب البارز في صحة السجون «رائد أبو ربيع» تحديات المشكلات الصحية وتفشي الأمراض في السجون خاصة في أوقات النزاعات المسلحة. في أوقات الحروب، كما يقول «أبو ربيع» لا يوجد اهتمام حقيقي بالسجون، إذ كثيرا ما ينهار نظام الدولة، وعليه تصبح الأولويات ليست للسجين، بل لتوفير الأمن وللحكومة.

لم يترك الملف واحدًا من المظاهر الطبية الخطيرة، والمسكوت عنها كثيرًا، وهي التبعات النفسية الوخيمة للنزاعات المسلحة. فتكتب الاختصاصية النفسية «لنا عزام علي» عن خبرتها في العمل مع اللاجئين السوريين الفارين من جحيم النزاع، راصدة مؤشرات الصحة العقلية التي تنبئ بحدوث صدمة نفسية في أوساط مجتمع اللاجئين.

أما في تحقيق الصحافية اللبنانية «منال عبد الأحد» فتستعرض تجارب توظيف الفنون الإبداعية، كالرسم والنحت والموسيقى والرقص والدراما، بهدف التخفيف من وطأة العبء النفسي الذي يشعر به الأطفال اللاجئون.

من الميدان

بعيدًا عن الملف، تفرد المجلة صفحاتها لعددٍ من القضايا والتقارير والتحليلات الميدانية. فترصد «كارولين كامل»، وهي صحافية من مصر، التحديات التي يواجهها اللاجئون، لاسيما ذوي البشرة الداكنة، في البلاد وتعكر صفو حياتهم، كالتعليقات السلبية تجاههم في الشارع.

ويقدم الصحافي السوداني «ماجد القوني» نصًّا جميلًا يسرد فيه قصة حياة سيدة تدعى «حليمة»، فيتنقل معها من حياة الرخاء في موطنها منطقة «دارفور» إلى حياة النزوح القاسية بفعل النزاع الذي ضرب المنطقة قبل نحو خمسة عشر عامًا.

وفي موضوع آخر، يقدم الناقد السوري «عامر فؤاد عامر» إطلالة سريعة على النشاط الموسيقي في البلاد، عارضا للحيوية التي ما تزال تميز المشهد الموسيقي في البلد المثخن بالجراحفي تحدٍ للحرب وأمل في غدٍ أفضل.

واستمرارًا لرصد التطورات الخاصة بأوضاع النساء في المنطقة العربية، تكتب الصحافية التونسية «هندة الشناوي» تحليلًا عن التطور الكبير في مسار حقوق النساء التونسيات، خاصة بعد مصادقة البرلمان في تموز/ يوليو الماضي على قانون مفصلي يتصدى للعنف ضد النساء في هذا البلد الذي يُعد الأكثر تطورًا في العالم العربي في مجال حقوق المرأة.

وفي هذا العدد، عرض لكتاب مهم صادر عن اللجنة الدولية بعنوان «نساء يواجهن الحرب»، قدمته زميلتنا «فاتن خليل».  ويُعد هذا الكتاب الذي ألفته شارلوت ليندسي (Charlotte Lindsey-Curtet)، وصدر لأول مرة بالإنجليزية في أكتوبر/ تشرين الأول 2001، وتُرجم إلى العربية في العام 2002، دراسة موسعة ومفصلة لا غنى عنها لتفسير الآثار الشاملة للنزاعات المسلحة على النساء.

العمل الإنساني

في صفحات هذا العدد هناك مواضيع عدة تتناول العمل الإنساني. فنلتقي عبر صفحات المجلة مع الأمينة العامة لجمعية الهلال الأحمر الكويتية «مها البرجس» التي تحدثت إلى زميلينا أحمد سليمان وميادة الحلاق عن ملامح الدور الكويتي في دبلوماسية العمل الإنساني ما جعلها في مقدمة الداعمين الإنسانيين لشعوب عربية وقعت تحت نير النزاعات.

كما نلتقي في هذا العدد مع زميلنا «أرتين هايك كريكور»، وهو سائق، ويُعد من أقدم الموظفين في بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق. في الحوار الذي أجرته معه زميلتنا «آمال حسين الشمري» يتحدث «أرتين» عن عمله وعن أصعب اللحظات التي مرت به على مدى … سنة من العمل مع اللجنة الدولية.

وأتيحت فرصة لزميلتنا في بعثة اللجنة الدولية في عمَّان «هلا شملاوي» في أن تراقب عن كثب نجاح فعالية مسابقة «المحاكم الصورية»، وهي نموذج محاكاة للتعرف إلى مبادئ القانون الدولي الإنساني، في نسختها الثالثة في الأردن، والتي شهدت حضورًا مميزًا من الطلاب الذين أبدوا فهمًا عميقًا للقانون الدولي الإنساني وقواعده.

وأخيرًا وليس آخرًا ندعوكم لقراءة نصين آسرين عن المكان كتبتهما زميلتان من فلسطين وسورية. النص الأول لسهير زقوت بعنوان «حكاوي الكورنيش» في قطاع غزة، أما النص الثاني فلأندى الخطيب عن رحلة أخذتها إلى دمشق التي لم تبعد عنها لحظة.

**

المحتويات:

افتتاحية العدد: ندوب الحرب تطال المستقبل

حماية المدنيين دعما للاستقرار العالمي: سبع قضايا توجه دفة العمل الإنساني في 2018. بقلم بيتر ماورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر

«الإنساني» على بعد نقرة، انطلاق المدونة بعد نحو 20 عامًا على الصدور. بقلم زينب غصن، رئيسة تحرير مجلة «الإنساني»

ملف العدد: النزاع والمرض

النزاع والمرض… الحلقة المفرغة

الكوليرا تقتنص الأضعف في حرب اليمن، بقلم نبيل اليوسفي، صحافي يمني

وصال الحكيمي: أملنا ألا تتفشى موجة ثالثة من الكوليرا في اليمن

آلاف اليمنيين من مرضى الفشل الكُلوي يواجهون خطر الوفاة

مرضى «الكُلى» في غزة ينشدون الحياة، بقلم نبيل سنونو، صحافي فلسطيني

روبرتو بارا: الجثث والمقابر الجماعية ليسا سببا في تفشي الأوبئة

الدكتور رائد أبو ربيع: السجون ليست من أولويات الدول خلال النزاعات المسلحة، أجرى الحوار: أحمد زكي عثمان

النزاع في سورية وعواقبه على الصحة العقلية للّاجئين، بقلم لنا عزام علي، طالبة دراسات عليا في مجال علوم الأعصاب

العلاج بالفنون توجَّه لدعم الأطفال اللاجئين، بقلم منال عبد الأحد، صحافية لبنانية

بعد الحرب العالمية الأولى: وثائق تكشف عن جهود حثيثة للجنة الدولية لمكافحة الأوبئة، بقلم دانيل بالميري، باحث ومؤرخ باللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف

لون البشرة سببًا في معاناة لاجئين في بر مصر، بقلم كارولين كامل، صحافية مصرية

«لو لم تكن الحرب في دارفور…»، بقلم ماجد القوني، صحافي سوداني

المرأة التونسية… معركة الحقوق متواصلة، بقلم هندة الشناوي، صحافية تونسية

حوار مع الأمينة العامة لجمعية الهلال الأحمر الكويتية: العمل الإنساني أصبح في قلب السياسة الخارجية للكويت، أجرى الحوار: أحمد سليمان وميادة الحلاق

المحاكم الصورية.. قانون الحرب في متناول الطلاب، بقلم هلا شملاوي، بعثة اللجنة الدولية في عمان

حكاوي الكورنيش، بقلم سهير زقوت، بعثة اللجنة الدولية في غزة

الموسيقى ترفع راية العصيان ضد الحرب في سورية، بقلم عامر فؤاد عامر، ناقد فني سوري

يوم في حياة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أرتين هايك كريكور من العراق يتحدث عن عمله، ، أجرى الحوار: آمال حسين الشمري، بعثة اللجنة الدولية في بغداد

عرض كتاب: نساء يواجهن الحرب، بقلم فاتن خليل، المركز الإقليمي للإعلام في القاهرة

بلا رتوش: في دمشق رأيت وجهي الجديد، بقلم أندى الخطيب

اطلع غيرك على هذا المقال

تعليقات

لا توجد تعليقات الآن.

اكتب تعليقا